Awail Kharif
أوائل الخريف: قصة سيدة راقية
Genres
متأثرة مجددا بحماسه، قالت: «إذن تظن أنه أمر جيد؟» «بل عظيم يا سيدتي. فهو شخص نادر الوجود. هو الشخص الوحيد الذي أعرف أنه كان مناسبا بالقدر الكافي. كنت أخشى من أن تحاول قصارى جهدها جذب انتباه السيد أوهارا ... ولكن كان يجب أن ترتبط برجل أصغر سنا.»
تحولت عنه، فرحة وقد زال شعور القلق الذي لم يكن قد بارحها مطلقا منذ اللحظة التي انطلقا فيها بالسيارة وسط الظلام. ظلت تقول في نفسها: «هيجينز محق دوما في حكمه على الناس. فهو يمتلك حاسة سادسة.» نوعا ما، كان أكثر من تثق في حكمه من بينهم جميعا.
اقتادها جون بينتلاند، بعيدا عن نطاق فضول هيجينز، بمحاذاة السياج الذي يحيط بالحدائق. بدا أن الخبر أثر فيه تأثيرا غريبا؛ إذ اعتلى وجهه الشحوب، ولفترة طويلة ظل واقفا ينظر من فوق السياج في صمت. وأخيرا سألها: «متى فعلاها؟» «الليلة الماضية ... خرجت بالسيارة معه ولم يعودا.»
قال: «آمل أننا كنا محقين. آمل ألا نكون قد تسترنا على حماقة.» «لا ... أنا واثقة من أننا لم نفعل.»
شيء في توهج أشعة الشمس، وفي حقيقة هروب سيبيل وسعادتها، في الهواء المنعش المتأثر بعد هبوب العاصفة باللمسات الأولى لفصل الخريف، ملأها بالشعور بالدوار، حتى إنها نسيت متاعبها؛ ونسيت حتى أن هذا كان يوم عيد ميلادها الأربعين.
سألها قائلا: «هل ذهبا بسيارة سابين؟» «أجل.»
وهو يبتسم فجأة ابتسامة عريضة، قال: «ربما ظنت أنها تؤذينا بذلك.» «كلا، هي تعرف أنني موافقة. كانت هي أول من فكر في الأمر . واقترحته فعلا ...»
وعندما تحدث مرة أخرى، كان ثمة أثر طفيف للمرارة في نبرة صوته. إذ قال: «أنا واثق من أنها فعلت ذلك. كل ما آمله أن تكف عن أذاها عند هذا الحد. فعلى أي حال، لقد حققت انتصارا على كاسي ... وهذا ما كانت ترغب فيه، أكثر من أي شيء ...» والتفت إليها بحدة، وبنبرة يشوبها القلق. أردف قائلا: «أظن أنه سيأخذها معه، أليس كذلك؟» «أجل. سيذهبان إلى باريس أولا، ثم إلى الأرجنتين.»
فجأة مس كتفها بلفتة مودة غريبة وخجلة. وقال: «سيكون الأمر صعبا عليك عزيزتي أوليفيا ... بدونها.»
جعلها هذا التصرف المفاجئ تشعر بغصة في حلقها، لكنها لم ترغب في أن تكون موضع شفقة. كانت تكره الشفقة، لأنها كانت توحي بضعف من جانبها.
Unknown page