106

Awail Kharif

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

Genres

ردت قائلة: «لا أريدها! لماذا تتركها لي؟ أنا نفسي ثرية. أنا لا أريدها! أنا لا أنتمي إلى عائلة بينتلاند ... هذه ليست أموالي. لا علاقة لي بها.» رغما عنها، ظهرت نبرة استياء منفعل في صوتها.

رفع حاجبيه الأشعثين قليلا في نظرة دهشة.

وسألها: «لمن أتركها إذن، إن لم يكن لك؟»

بعد لحظة، قالت: «عجبا، آنسون ... لآنسون، على ما أظن.» «أحقا تظنين هذا؟» «هذه أمواله هو ... أموال عائلة بينتلاند ... وليست أموالي. لدي كل ما أحتاجه من المال بل وأكثر من حاجتي.»

نظر إليها بحدة قائلا: «إنها لك يا أوليفيا ... أنت تنتمين إلى عائلة بينتلاند أكثر من آنسون نفسه، بصرف النظر عن الدم ... بصرف النظر عن الاسم. أنت تنتمين إلى عائلة بينتلاند أكثر من أي منهم. إنها أموالك بموجب كل حق وبصرف النظر عما يمكنك فعله.» (قالت أوليفيا في نفسها: «ولكن آنسون لا ينتمي إلى عائلة بينتلاند، ولا أنت أيضا.») «إنك أنت الجديرة بالثقة، والتي تتسمين بالحرص، والجديرة بالاحترام، يا أوليفيا. إنك أنت من تتحلين بالقوة . عندما أموت، ستكونين أنت كبيرة العائلة ... بالتأكيد، تعرفين ذلك ... بالفعل.» (قالت أوليفيا في سريرتها: «أنا. أنا الطائشة، التي تخطط لخيانتكم جميعا ... أنا كل هذا!») «إذا تركتها لآنسون، ستهدر، ستبدد على أفكار حمقاء. فليس لديه أدنى فكرة عن العمل التجاري ... بعقل آنسون بعض العته ... إنه غريب الأطوار. من شأنه أن يهب هذه الأموال إلى البعثات التبشيرية واللجان الغريبة ... والجمعيات التي تتدخل في شئون الناس. وليس لهذا جمعت هذه الثروة. كلا، لن أسمح بتبديد أموال عائلة بينتلاند على هذا النحو ...»

سألته أوليفيا: «وأنا، كيف لك أن تعلم ما سأفعله بها؟»

ابتسم برفق ومودة. وأردف قائلا: «أعلم ما ستفعلينه بها؛ لأنني أعرفك يا عزيزتي، أوليفيا ... ستبقينها في الحفظ والصون. ... أنت الأكثر انتماء إلى عائلة بينتلاند. لم تكوني كذلك حين جئت هنا، لكنك كذلك الآن. أقصد أنك تتبعين التقليد الأعظم لآل بينتلاند ... الأجداد المعلقة صورهم في الردهة. أنت الوحيدة المتبقية ... فسيبيل صغيرة جدا في السن. هي لا تزال مجرد طفلة ... حتى الآن.»

لاذت أوليفيا بالصمت، ولكن وراء هذا الصمت كان ينهمر سيل جارف من الأفكار المتمردة المبيتة. إذن الانتماء إلى عائلة بينتلاند لم يكن مسألة صلة دم؛ وإنما فكرة، بل ونموذج يحتذى به. قالت في سرها بمرارة: «أنا لست من آل بينتلاند. لا أزال مفعمة بالحياة. ولي كياني الخاص. ولم يستحوذ علي العدم. لم تغيرني كثيرا كل هذه السنوات. لم يجعلوني من آل بينتلاند.» ولكن جراء شعورها بالإشفاق، لم تستطع أن تتفوه بأي مما دار في خلدها. وإنما قالت: «كيف لك أن تعلم ما سأفعله بها؟ كيف لك أن تعرف أنني لن أبذرها في إسراف - أو - أو حتى ألوذ بالفرار، وآخذ معي كل ما هو متاح. لا أحد يستطيع أن يمنعني - لا أحد.»

لم يفعل شيئا سوى أنه كرر ما قاله من قبل، ولكن قالها ببطء أكبر هذه المرة، كما لو أنه أراد أن يؤثر فيها. ردد قائلا: «أعلم ماذا ستفعلين بها يا أوليفيا، لأنني أعرفك يا عزيزتي، أوليفيا؛ لن تقترفي أبدا حماقة أو شيئا معيبا - أعرف ذلك - ولهذا السبب أثق بك.»

وعندما لم تجبه، سألها: «ستقبلين تنفيذ الوصية، أليس كذلك، يا أوليفيا؟ سيعينك فيها محام كفء ... واحد من أكفأ المحامين ... جون مانرينج. سيسعدني هذا يا أوليفيا، وسيجعل العالم يعرف رأيي فيك، وما كنت تمثلينه لي طوال كل هذه السنوات ... كل ما عجز آنسون عن أن يكونه ... وما عجزت عنه أيضا أختي، كاسي.» وانحنى إلى الأمام على المكتب، ولمس يدها البيضاء برفق. وقال: «ستقبلين يا أوليفيا؟»

Unknown page