فقالت، بعد فترة قصيرة داعبت فيها ريشتها التي كانت تكتب بها دائما وتؤثرها على القلم: هي كما قال ابن الفارض:
صفاء ولا ماء، ولطف ولا هوى
ونور ولا نار، وروح ولا جسم
ويطرب من لم يدرها عند ذكرها
كمشتاق نعم كلما ذكرت نعم
على نفسه فليبك من ضاع عمره
وليس له فيه نصيب ولا سهم
ثم نظرت إلى السماء واغرورقت عيناها بالدموع، وأردت أن أنتقل بها إلى نوع آخر من الحديث، حتى لا تشعر بما كانت تشعر به من سوء الحظ وشقاء النفس ولوعة القلب، فأشرت بأصبعي إلى لوحة معلقة في مكتبها مكتوبة عليها أبيات بالحبر الذهبي بخط الفنان نجيب هواويني، فقالت: «هذه الأبيات للإمام الشافعي، وهي شعاري في الحياة؛ ولذلك احتفظت بها على هذه الصورة.» وقامت وقمت معها، ثم قرأتها بصوت رقيق مؤثر، وهي:
إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى
وحظك موفور، وعرضك صين
Unknown page