ما سوى الله من الموجودات الأعيان والصفات يستدل بها سواء كانت حية أو لم تكن بل ويستدل بالمعدوم، فلأن يستدل بالحي القيوم أولى وأحرى، على أنَّ الذي في الدعاء المأثور: (يا دليل الحيارى دُلَّنِي على طريق الصادقين واجعلني من عبادك الصالحين) يقتضي أنَّ تسميته دليلًا باعتبار أنه دالٌ لعباده لا بمجرد أنه يستدل به كما قد يستدل بما لا يقصد الدلالة والهداية من الأعيان والأقوال والأفعال» اهـ
قلت: أسماء الله توقيفية وليس منها (الدليل) وتوجيه كلام شيخ الإسلام في ردِّه على ابن عقيل وكثيرٍ من الأشاعرة أنهم لا يُوصِفُون الله بالدليل ويقولون هو دالٌ وليس دليلًا، فردَّ عليهم مُثبتًا صفةَ الدَّلالة لله ﷿ بما سبق نقله ومنه قوله: «الدليل معدولٌ عن الدالِّ وهو ما يؤكد فيه صفةَ الدِّلالة فكلُّ دليلٍ دالٌ وليس كلُّ دالٍ دليلًا»؛ أما دعاء الإمام أحمد -إن صحَّ عنه- فليس فيه تسمية الله بـ (الدليل) إنما فيه مناداة الله ﷿ بصفة من صفاته وهذا جائز كقولك: يا فارج الهم ويا كاشف الغم، ويا دليل لحيارى ونحو ذلك، وليس الفارج والكاشف من أسمائه تعالى، والله أعلم.
الدُّنُوُّ
انظر: (التَّقَرُّب) .