ففي هذا الحديث دليل على أن الخلاف داء متأصل في الأمم التي جاءها الكتاب، وأن هذا الداء سينتقل إلى هذه الأمة، وأنها ستتشبه بالأمم الضالة اليهودية والنصرانية والفارسية.
قال ﷺ: " لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها، شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، فقيل يا رسول الله: كفارس والروم؟ فقال: ومن الناس إلا أولئك " ١.
وقال ﵊: " لتتبعنّ سنن من كان قبلكم، شبرًا شبرًا، وذراعًا ذراعًا حتى لو دخلوا حجر ضب تبعتموه، قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ "٢.
والتشبه بهذه الأمم عام في كل شيء فيشمل الاختلاف والتفرق في الدين، وقد نبه الله على هذه الناحية من التشبه بقوله: ﴿كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ
١ رواه البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب لتتبعن سنن من كان قبلكم ح (٧٣١٩) ١٣/٣٠٠.
٢ متفق عليه. البخاري -واللفط له- وتفاصيله كسابقه ح (٧٣٢٠) . ومسلم، كتاب العلم، باب اتباع سنن اليهود والنصارى ح (٢٦٦٩) ٤/٢٠٥٤.