184

Atar al-uwal fi tartib al-duwal

آثار الأول في ترتيب الدول

Genres

ي الحبش، والغدر في الكرج. ويجب على الملك أن لا يعجل على المماليك الصغار بإشراكهم في الملك وندبهم للأمور الجسام، بل على التدريج فان الغالب على هممهم القصور، وربما بهرتهم الولايات الجسيمة فدهشوا، وربما غرتهم فبطروا، فيجب الاحتياط والتاني في ذلك، ولا يمكنوا من الشفاعات والعنايات، فكثيرا ما طرأ من الخلل على الدول بهذه الأسباب لأن الناس إذا علموا قربهم من الملك وقضاء الحوائج على أيديهم مع صغر سنهم وقلة تجربتهم، فيحسنون لهم القبيح، ويفبحون لهم الحسن، فيوقرون سمع الملك بما لا ينبغي، ويبلغونه ما لم يصح، وتجري الأمور على ذلك فتختل الأحوال وتفسد.

وإذا ظهر في بعض المماليك نجابة وفضل رأي وحسن تدبير وصحة عقل، فليقربه الملك ويرتبه فيما يليق به كما شرطنا فى التدريج، وليظهر لمن حسده من المماليك تقديمه بالشهامة والنجابة التي فيه ليقع التنافس في أسباب التقدم لا في نفس التندم .

كما يحكى عن بهرام جوبين، وكان من احاد العلماء إلى أن تقلبت به أحوال النجابة والتقدمات إلى أن صار من كبار الملوك. وكذلك في الدولة العباسية عظم شان جماعة من المماليك مثل: الافشين ومويس الخادم، وابن طغج وتتامش، وتوزون وأياذ المسعودي، وكافور() ولولو صاحب

Page 230