Atar al-uwal fi tartib al-duwal
آثار الأول في ترتيب الدول
Genres
الباب السابع
في ذكر رسل الملوك وصفاتها وهداياها واتحافها
مسند البزار عن بريدة قال: قال رسول الله ع: «إذا أبردتم إلى بريدا فابردوه حسن الاسم حسن الوجه).
وكتاب الملك لسانه ورسوله ترجمانه، وقد شبه المتكلم عن القوم باللسان المترجم عما في النفس ، يقال فلان لسان القوم فيجب اختياره واختباره . وقد قيل رسول المرء دليل عقله، فليكن فيه مع ما تقدم من حسن صورته واسمه وشكله من الدين ما لا يميل مع الهوى وما يفعل من المناكر ما يزري بصاحبه، ومن الأمانة والنزاهة بحيث لا يقبل الرشا ولا يستغره العطاء، فيقصر فيما يجب لصاحبه ويبالغ فيما لا ينبغي لمن ارسل إليه، وفي ذلك من الوهن ما لا خفاء به، ويكون فيه من العقل والرزانة(1) ما لا يرتاع لتهديدات مرهبة ولا يتغير باطماع مرغبة، بل يضع الامور مواضعها ويقابل كل فصل من ذلك بما يليق به .
وكانت ملوك الأول أبدا تبعث رسولين : أحدهما صاحب سيف، والآخر
Page 191