Atar al-uwal fi tartib al-duwal
آثار الأول في ترتيب الدول
Genres
عليهم من شق أو كوة صغيرة، فيراه بعد الأكل مع جاريته، فيشرب وتغنيه ساعة تم ينام، فسمعه ليلا وقد ارتفع صوته واحتد على الجاريه وهو يقول من يكون هذا الفاعل الصانع يعنى أحمد وأنا خير منه يستخدمنى؟! والله لأقومن إليه الساعة بسيفى هذا فاضرب عنقه، والجارية تقبل يديه ورجليه، وتتلطف به وتقول: يا سيدي نحن الساعه في عيش طيب، وما علينا من ذلك الرجل وما نبالى به، فدعنا نشتغل بلذتنا، وسقثه أقداحا متوفرة حتى غلبه السكر ونام، فاشتغلت بشغلها(2)، وقد أبعدت عنه السيف. فلما أصبح، أنهى صاحب الخبر ذلك، وجاء الثركى على عادته إلى الخدمة، وأكل الناس وانصرفوا؛ فامره بالجلوس حتى لم يبق في المجلس أحد(2 قال له: فلان ألم يك إقطاعك بالعراق كذا وكذا، وقد زدتك ها هنا أضعافه؟ قال: نعم. قال: ألم يك قد وفرتك عن التعب والتصرف في البعوث والتجاريد، وأقضي حوائجك وحوائج أصحابك؟ قال: نعم. ثم شرع يعدد صنائعه عنده وإحسانه إليه وهو يعترف(4) وكان تركيا عشيما ساذجا فقال له: ما الذي اقتضى هذا؟ قال: فما كان دنبى إليك حتى تشتمنى وتستنقصني، وسللت السيف وقلت إنك تقصدنى به، ولقد أحسنت إلينا جاريتك فى كفك عنا وتسكينك، فما الذي أوجب منك هذا؟ فتحير الثركى وبهت وعلم أنه لا يطلع أحد على حاله، تم رفع رأسه إلى السماء على سلامة منه، وقال : يا رب ملكته البلاد والعباد، ووسعت له الأموال، وحكمته علينا، وخولته كلما أراد، ونحن وأمثالنا عبيد له، فما كان من هذه الكلمة حتى أوصلتها اليه وأطلعته عليها، سبحانك يا رب تفعل ما تشاء، فضحك احمد وزال من قلبه وعلم سلامه صدره وعفا عنه، وقال له: كان الله أطلعنى على
Page 183