Athar Islamiyya Fi Halab
الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب
Genres
وكان «الجمال» في الآثار الإسلامية الحلبية غالبا ما يكون بنواحيه الفنية، ويتطلب دائما لتذوقه ملكة خاصة، ومع هذا فإن بساطة البناء وتواضع زخرفته، وهدوء سطوره وجمال تناسقه، تجعلنا نكبر جهود أوروبا المعاصرة التي تفتش عن الريازة العربية الصافية.
إحصاء آثار حلب
إن الإحصاء الوحيد الذي أعرفه عن آثار حلب، هو إحصاء الشيخ كامل الغزي،
5
ولكنه إحصاء يجمع على صعيد واحد أبنية مختلفة الجنس والموضوع، ولا يعتمد على مخطط يصلح لإحصاء تلك الآثار.
وقد عمدت في إحصاء الآثار على الخطة التالية:
قسمت المدينة إلى أقسام، ثم طفت كل قسم شارعا فشارعا، وحارة فحارة، على قدمي معتمدا على خارطة المدينة (حجمها 1 / 10000)، وحددت عليها مواقع الآثار القديمة بالتقريب، ثم حققت تلك المواضيع على مخطط مصلحة السجل العقاري.
وقد أحصيت مواضع ما ينوف على 300 أثر، مع العلم بأنه لا يصح الجزم بأن هذا الإحصاء تام، بل ينبغي أن ننتظر ظهور آثار أخرى في بعض الأحياء المكتظة بالدور، والمشوهة بأبنية جديدة، لا يمكن معرفة الآثار القديمة إلا بهدم تلك الأبنية المستجدة.
إن «مصلحة الآثار القديمة» في فرنسة - وهي مصلحة غنية برجالاتها وبمعلوماتها الأثرية الواسعة - تكتشف في كل سنة كثيرا من الآثار المجهولة في بعض صحون الدور القديمة، أو تحت الخرائب، فتضاف تلك الآثار الجديدة إلى الإحصاء الرسمي.
وقد حدث معي في حلب أن اكتشفت أثرين صدفة، وبمجرد أن وجدت بابا مفتوحا بعض الفتح، وهما الأثران المرقمان برقم «19» و«38» (مطبخ العجمي، المراحيض العامة في سوق المناديل)، فهذا دليل على ما قلت آنفا، ولا بد أن تظهر في المستقبل آثار يجب أن تضاف إلى الإحصاء المعروف.
Unknown page