Athar Bilad
آثار البلاد وأخبار العباد
Publisher
دار صادر
Publisher Location
بيروت
غزة
مدينة طيبة بين الشام ومصر على طرف رمال مصر، قال، ﷺ: أبشركم بالعروسين غزة وعسقلان. فتحها معاوية بن أبي سفيان في أيام عمر بن الخطاب. وكفاها معجزًا انها مولد الإمام محمد بن إدريس الشافعي. ولد بها سنة خمسين ومائة. انه كان يجعل الليل اثلاثًا: ثلثًا لتحصيل العلم، وثلثًا للعبادة، وثلثًا للنوم. وقال الربيع: كان يختم في رمضان ستين ختمة كل ذلك في الصلاة.
وحكي أن عامل اليمن كتب إلى الرشيد: إن ههنا شابًا قرشيًا يميل إلى العلوية ويتعصب، فكتب الرشيد إليه: ابعثه إلي تحت الاستظهار. فحمل إلى الرشيد. حدث الفضل بن الربيع وقال: أمرني الرشيد بإحضار الشافعي، وكان غضبان عليه، فأحضرته فدخل عليه وهو يقرأ شيئًا. فلما رآه أكرمه وأمر له بعشرة آلاف درهم، فدخل خائفًا وخرج آمنًا. فقلت: يا أبا عبد الله أخبرني بم كنت تقرأ عند دخولك؟ فقال: إنها كلمات حدثني بها أنس بن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر عن رسول الله، ﷺ، انه قرأها يوم الأحزاب؛ فقلت: اذكرها لي. فقال: اللهم اني أعوذ بنور قدسك وعظمة طهارتك وبركة جلالك من كل آفة وعاهة وطارق الجن والانس إلا طارقًا يطرق بخير! اللهم أنت عياذي فبك أعوذ، وأنت ملاذي فبك ألوذ! يا من ذلت له رقاب الجبابرة وخضعت له مقاليد الفراعنة، أعوذ بجلال وجهك وكرم جلالك من خزيك وكشف سترك، ونسيان ذكرك والاضراب عن شكرك! إلهي أنا في كنفك في ليلي ونهاري ونومي وقراري وظعني وأسفاري، ذكرك شعاري وثناؤك دثاري! لا إله إلا أنت تنزيهًا لأسمائك وتكريمًا لسبحات وجهك الكريم! أجرنا يا ربنا من خزيك ومن شر عقابك، واضرب علينا سرادقات فضلك وقناسيات عذابك، واعنا بخير منك، وأدخلنا في حفظ عنايتك
1 / 227