زكية :
فاهماك ومش فاهماك يا منصور.
منصور :
مش فاهمة إيه يا زكية؟
زكية :
حتبيع نفسك إزاي ولمين؟ هو انت لو كنت من اللي يبيعوا نفسهم كنت بقيت في الحالة دي يا منصور؟ ده انت ضحيت بوظيفتك وماهيتك عشان ماتكدبش كدبة واحدة وتقول للمدير بتاعك ...
منصور :
ده كان زمان، أيام الرعونة والطيش، الرعونة والطيش عند المدير بتاعي كان معناها إن الواحد يقول الحق، والاتزان والعقل عنده إن الواحد يقول الحاجة اللي في دماغ سيادته. بالضبط، بالضبط، بالحرف الواحد، وكان دماغ سيادته مترتب زي الدفتر، الحرف جنب الحرف، والكلمة ورا الكلمة، والسطر بعد السطر، نظام دقيق زي الدفاتر تمام، كانوا زمايلي في العمل بينصحوني ويقولولي: يا منصور سدد دفاترك، سدد دفاترك عشان المفتش لما ييجي يلاقي كل حاجة مضبوطة تمام، الدفاتر وبس، الناس مش تبص غير في الدفاتر، مالهاش غير الحاجة اللي مكتوبة على الورق، عمر الناس تبص غير للورق، إنما إيه اللي اتعمل بصحيح، إيه اللي جوه القلب بصحيح، ماحدش بيبص جوه القلب. ماحدش بيبص جوه القلب يا زكية، المهم عندهم ورق الحسابات، ورقة الجواز، شهادة الميلاد، شهادة التخرج، دفاتر الوارد والصادر والحساب الختامي، مدام الدفاتر مضبوطة والخانات متسددة يبقى خلاص، كل حاجة تمام، إنما القلب من جوه ماحدش بيبص للقلب من جوه، كلهم بيبصوا للواحد من بره؛ شكله إيه، لابس إيه، معلق على ظهره يافطة شكلها إيه، راكب عربية طولها إيه ... (يثور في غضب)
كدابين ... كلهم كدابين ... والكداب ما يطيقش اللي يقول الحق؛ لأنه بيكشف كدبه ويعريه زي اللون الأبيض ما يجي جنب اللون الأسود، الأسود مش بيبان أسود إلا جنب الأبيض.
زكية :
Unknown page