84

At-Tuhfa An-Nadiyyah Sharh Al-`Aqeedah Al-Waasitiyyah

التحفة الندية شرح العقيدة الواسطية

Publisher

مركز النخب العلمية-القصيم

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م.

Publisher Location

بريدة

Genres

وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [الذاريات: (٥٨)].

الشرح
الرابع: علم ما في الغد: وهذا مما اختص الله ﷿ به.
قد يقول قائل: إن الإنسان قد يقول: إني أعلم ما سأفعل غدًا، وذلك إذا عزم على الفعل، فكيف نقول: لا يعلم ما في غد إلا الله؟
الجواب: قد يقول هذا وينوي ويعزم، لكن لا يتحقق، والواجب على المسلم ربط ذلك بالمشيئة، فلا يقل: سأعمل غدًا كذا، من دون ذكر مشيئة الله ﷿، وقد يعاقَب إذا لم يذكر المشيئة.
الخامس: وما تدري نفس بأي أرض تموت:
يدخل في ذلك علم ساعة الموت.
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [الذاريات: (٥٨)].
وفي قراءة ابن مسعود ﵁ كما في «سنن أبي داود» و«الترمذي» قال: «أَقْرَأَنِي رَسُولُ الله ﷺ: ﴿إِنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ المتِينُ﴾» (^١).
«ذو القوة»: أي صاحب القوة.
«المتين»: من أسماء الله تعالى، من المتانة، وقد فسرها ابن عباس: بالشدة، وفسر المتين بالشديد.

(^١) سنن أبي داود (٤/ ٣٥) رقم (٣٩٩٣)، وسنن الترمذي (٥/ ١٩٢) رقم (٢٩٤٠).

1 / 89