197

At-Tawdih ar-Rashid fi Sharh at-Tawhid

التوضيح الرشيد في شرح التوحيد

Genres

بَابُ مَا جَاءَ فِي السِّحْرِ
وَقَوْلُ اللهِ تَعَالَى ﴿وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَة مِنْ خَلَاقٍ﴾ (البَقَرَة:١٠٢).
وَقَوْلُهُ تَعَالَى ﴿يُؤْمِنُوْنَ بِالجِبْتِ وَالطَّاغُوْتِ﴾ (النِّسَاء:٥١). قَالَ عُمَرُ: الجِبْتُ: السِّحْرُ، والطَّاغُوْتُ: الشَّيْطَانُ (١). وَقَالَ جَابِرٌ: الطَّوَاغِيْتُ: كُهَّانٌ كَانَ يَنْزِلُ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ؛ فِي كُلِّ حَيٍّ وَاحِدٌ. (٢)
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁؛ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ ﷺ قَالَ: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ)، قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: (الشِّرْكُ بِاللهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِيْ حَرَّمَ اللهُ إِلَاّ بِالحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيْمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ الغَافِلَاتِ المُؤْمِنَاتِ). (٣)
وَعَنْ جُنْدُبٍ مَرْفُوْعًا (حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبُهُ بِالسَّيْفِ). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: الصَّحِيْحُ أَنَّهُ مَوْقُوْفٌ. (٤)
وَفِي صَحِيْحِ البُخَارِيِّ عَنْ بَجَالَةَ بْنِ عَبَدَةَ؛ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ ﵁؛ أَنِ اُقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ وَسَاحِرَةٍ. قَالَ: فَقَتَلْنَا ثَلَاثَ سَوَاحِرَ. (٥)
وَصَحَّ عَنْ حَفْصَةَ ﵂؛ أَنَّهَا أَمَرَتْ بِقَتْلِ جَارِيَةٍ لَهَا سَحَرَتْهَا؛ فَقُتِلَتْ (٦). وَكَذَلِكَ صَحَّ عَنْ جُنْدَبٍ. (٧)
قَالَ أَحْمَدُ: عَنْ ثَلَاثَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ. (٨)
فِيْهِ مَسَائِلُ:
الأُوْلَى: تَفْسِيْرُ آيَةِ البَقَرَةِ.
الثَّانِيَةُ: تَفْسِيْرُ آيَةِ النِّسَاءِ.
الثَّالِثَةُ: تَفْسِيْرُ الجِبْتِ وَالطَّاغُوْتِ، وَالفَرَقُ بَيْنَهُمَا.
الرَّابِعَةُ: أَنَّ الطَّاغُوْتَ قَدْ يَكُوْنُ مِنَ الجِنِّ وَقَدْ يَكُوْنُ مِنَ الإِنْسِ.
الخَامِسَةُ: مَعْرِفَةُ السَّبْعِ المُوبِقَاتِ المَخْصُوْصَاتِ بِالنَّهْيِ.
السَّادِسَةُ: أَنَّ السَّاحِرَ يَكْفُرُ.
السَّابِعَةُ: أَنَّهُ يُقْتَلُ وَلَا يُسْتَتَابُ.
الثَّامِنَةُ: وُجُوْدُ هَذَا فِي المُسْلِمِيْنَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فَكَيْفَ بَعْدَهُ؟!

(١) رَوَاهُ البُخَارِيُّ (٤٥/ ٦) تَعْلِيْقًا، وَوَصَلَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي تَفْسِيْرهِ وَمُسَدَّدٌ فِي مُسْنَدِهِ. وَإِسْنَادُهُ قَوِيٌّ. اُنْظُرْ كِتَابَ (فَتْحُ البَارِي) (٢٥٢/ ٨) لِابْنِ حَجَرٍ ﵀.
(٢) رَوَاهُ البُخَارِيُّ (٤٥/ ٦) تَعْلِيْقًا، وَوَصَلَهٌ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيْقِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّه. اُنْظُرْ كِتَابَ (فَتْحُ البَارِي) (٢٥٢/ ٨) لِابْنِ حَجَرٍ ﵀.
(٣) البُخَارِيُّ (٢٧٦٦)، وَمُسْلِمٌ (٨٩).
(٤) ضَعِيْفٌ مَرْفُوْعًا، صَحِيْحٌ مَوْقُوْفًا. التِّرْمِذِيُّ (١٤٦٠). الضَّعِيْفَةُ (١٤٤٦).
(٥) صَحِيْحٌ. أَصْلُهُ فِي البُخَارِيِّ (٣١٥٦)، وَاللَّفْظُ لِأَبِي دَاوُدَ (٣٠٤٣) وَأَحْمَدَ (١٦٥٧). صَحِيْحُ أَبِي دَاوُدَ (٣٠٤٣).
(٦) صَحِيْحٌ. الأَثَرُ فِي المُوَطَّأِ (٨٧١/ ٢) وَهُوَ ضَعِيْفُ الإِسْنَادِ، وَلَكِنْ صَحَّ فِي مُصَنَّفِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ (٢٧٩١٢) عَنِ ابْنِ عُمَرَ (أَنَّ جَارِيَةً لِحَفْصَةَ سَحَرَتْهَا، وَوَجَدُوا سِحْرَهَا، وَاعْتَرَفَتْ، فَأَمَرَتْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ فَقَتَلَهَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانَ فَأَنْكَرَهُ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، فَأَتَاهُ ابْنُ عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهَا سَحَرَتْهَا، وَوَجَدُوا سِحْرَهَا، وَاعْتَرَفَتْ بِهِ، فَكَأَنَّ عُثْمَانُ إِنَّمَا أَنْكَرَ ذَلِكَ لأَنَّهَا قُتِلَتْ بِغَيْرِ إِذْنِهِ). أَفَادَهُ حَامِدُ مُحَمَّد طَاهِر فِي تَحْقِيْقِ كِتَابِ المُوَطَّأِ (ص٥٨٠) طَبْعَةُ دَارِ الفَجْرِ لِلتُّرَاثِ - القَاهِرَة.
(٧) صَحِيْحٌ. الحَاكِمُ (٨٩٧٥)، وَالدَّارَقُطْنِيُّ (٣٢٠٥)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي الكُبْرَى (١٦٥٠١). اُنْظُرِ التَّعْلِيْقَ عَلَى حَدِيْثَ الضَّعِيْفَةِ (١٤٤٦).
(٨) تَفْسِيْرُ ابْنِ كَثِيْرٍ (٣٦٥/ ١).

1 / 197