70

أصول بلا أصول

أصول بلا أصول

Publisher

دار ابن الجوزي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Publisher Location

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Genres

شأني؟! فقال: ألست الذي تُقَبِّل وأنت صائم؟! قلت: فوالذي بعثك بالحق، لا أُقَبِّل بعدها وأنا صائم. قال أبو محمد: الشرائع لا تؤخذ بالمنامات، لا سيما وقد أفتى رسول اللَّه ﷺ عمر في اليقظة حيًّا بإباحة القبلة للصائم (١)، فمن الباطل أن ينسخ ذلك في المنام ميتًا! نعوذ باللَّه من هذا. ويكفي من هذا كله أن عمر بن حمزة لا شيء). اهـ (٢). - وقال الإمام النووي ﵀: "إن الرائي وإن كانت رؤياه حقًّا، ولكن لا يجوز إثبات حكم شرعي بما جاء فيها، لأن حالة النوم ليست حالة ضبط وتحقيق لما يسمعه الرائي، وقد اتفقوا على أن من شروط مَن تُقبل روايته وشهادته: أن يكون متيقظًا لا مغفلًا ولا كثير الخطأ، ولا مختلَّ الضبط، والنائم ليس بهذه الصفة" (٣). اهـ. - وقال ابن الحاج ﵀: (إن الله لم يكلف عباده بشيء مما يقع لهم في منامهم لقوله ﷺ: "رفع القلم عن ثلاثة ... " عَدَّ منهم: "النائم حتى يستيقظ"، لأنه إذا كان نائمًا فليس من أهل التكليف، فلا يعمل بشيء يراه في نومه) (٤) اهـ. - وقال الامام القرافي ﵀: "فلو رآه ﵇، فقال له: إن امرأتك طالق ثلاثًا، وهو يجزم بأنه لم يطلقها؛ فهل تحرم عليه لأن رسول اللَّه ﷺ لا يقول إلا حقًّا؟ وقع فيه البحث مع الفقهاء، واضطربت

(١) يشير إلى ما رواه جابر بن عبد الله ﵄ قال: قال عمر بن الخطاب ﵁: هَشِشْتُ فقبلتُ وأنا صائم، فقلت: يا رسول الله، صنعت اليوم أمرًا عظيمًا، قبلت وأنا صائم، قال: "أرأيت لو مضمضتَ من الماء وأنت صائم؟ "، قُلْتُ: لا بأس به، قال: "فمَهْ؟! " أخرجه أبو داود (٢٣٨٥)، وغيره، وصححه الألباني ﵀. (٢) "المحلى" (٦/ ٢٠٨، ٢٠٩). (٣) نقله عنه د. محمد الأشقر في "أفعال الرسول ﷺ" (٢/ ١٦٢). (٤) "نفسه".

1 / 72