الإنسان توفيه، وهذا ما اعترف به بعض كبرائهم منهم أبو سعيد السجزي، حيث قال: (وأما الموضع الذي يخطئ عامة المنجمين فيه أن تكون الدلالة الحسية على معرفة هيئة الفلك بالتغير، إما باعوجاج الآلات مثل الإسطرلاب فإنه يمكن أن يتغير آخر برج من البروج فيصير أول البروج الذي يليه، أو ما شكل ذلك) ١ بالإضافة إلى عدم مقدرتها على ضبط الثواني والثوالث والروابع والخوامس٢ ... إلى آخر ذلك بما يعتمد عليه المنجمون، وذلك لسرعة جريان جرم الفلك٣ ودقة هذه الأجرام مما يستحيل معه ضبطها.
الوجه العاشر: لو أن شخصين سألا منجمين في وقت واحد، وفي بلد واحد عن خصمين طالعها واحد أيهما يظفر بصاحبه؟ فإن دل الطالع على حال الغالب والمغلوب مع كونه مشتركًا بني الخصمين لزم أن يكون كل واحد منهما غالبًا ومغلوبًا، وهذا محال، إذ فيه اجتماع الضدين، واجتماعهما يستحيل حصوله٤.
الوجه الحادي عشر: من المشاهد أنه يموت مجموعة كبيرة من الناس في ساعة واحدة، إما بغرق أو بقتل في حرب أو نحو ذلك، مع اختلاف
١ "كتب المعاني في أحكام النجوم": (ق٥/ب) .
٢ قسم المنجمون الفلك إلى اثني عشر قسمًا، كل قسم منها يسمى برجًا، وكل برج ثلاثون درجة جملتها ثلاثمائة وستون درجة، وكل درجة ستون جزءًا يسمى دقيقة، وكل دقيقة ستون جزءًا يسمى ثانية، وكل ثانية ستون جزءًا يسمى ثالثة ... وهكذا إلى الروابع والخوامس وما زاد بالغًا ما بلغ.
انظر: "رسائل إخوان الصفا": (١/١١٥-١١٦) .
٣ انظر: "مفتاح دار السعادة": (٢/١٢٨) .
٤ انظر: "النبوات": ص٢١٩-٢٢٠، و"مفتاح دار السعادة": (٢/١٣١) .