106

Astrology and Astrologers and Their Ruling in Islam

التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

Publisher

أضواء السلف،الرياض

Edition Number

الطبعة الثانية

Publication Year

١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

بي وكافر، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب" ١، يحذر النبي ﷺ الناس من اقتفاء أثر أهل الجاهلية بسلوك هذا المسلك. وبعض العرب كان يصبو إلى الصابئة –الذين كانوا على دين إبراهيم- ويعتقد في الأنواء اعتقاد المنجمين في النجوم السيارة، حتى لا يتحرك ولا يسكن ولا يسافر ولا يقيم إلا بنوء من الأنواء٢، وبعضهم كان يعظم الشمس والقمر، ويعتقد أن الكسوف والخسوف لا يحدثان إلا لموت عظيم أو لحياته فبين النبي ﷺ أن هذا اعتقاد باطل، وأن الشمس والقمر خلقان مسخران٣ بقوله: "إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا" ٤، كما كانوا يجعلون النجوم التي ترمى بها الشياطين دلالة على الحوادث الأرضية من موت وحياة ونحو ذلك، فعن ابن عباس ﵄ قال: أخبرني رجل من أصحاب النبي ﷺ من الأنصار أنهم بينما هم جلوس ليلة مع رسول الله ﷺ رمي بنجم فاستنار. فقال لهم رسول الله ﷺ: "ماذا كنتم تقولون في الجاهلية إذا رمي بمثل هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. كنا نقول: ولد الليلة رجل عظيم، ومات رجل عظيم. فقال رسول الله ﷺ: "فإنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا ﵎ اسمه إذا قضى

١ أخرجه البخاري: (٢/٨٦)، كتاب الاستسقاء، ومسلم: (١/٥٩)، كتاب الإيمان. ٢ انظر: "الملل والنحل": (٢/٢٣٨) . ٣ انظر: "شرح النووي على صحيح مسلم": (٦/٢٠١)، و"فتح الباري": (٢/٥٢٨) . ٤ متفق عليه تقدم ص ١٠٢.

1 / 120