تعين عليهن الجلوس وتناول الطعام - بعد أن تلت الآنسة جونستون صلاتها شاكرة الرب على كل شيء في الغابة وفي البيت - وبينما شرعن في تناول الطعام، صاحت الآنسة جونستون: «يا للطعم اللذيذ!» وتساءلت بأعلى صوتها: «ألا يفتح الهواء المنعش شهيتنا؟ أليست هذه ألذ فطائر محلاة تتناولنها؟ من الأفضل أن تسرع هيذر وإلا فلن يكون لها نصيب من الفطائر. هيذر؟ هل تسمعينني؟ لن يتبقى لك شيء!»
فور أن انتهوا، تساءلت روبن ساندز إن كان بإمكانهن الذهاب الآن للبحث عن هيذر؟
قالت الآنسة جونستون: «الصحون أولا يا سيدتي، حتى لو لم تكوني معتادة على غسل الصحون بالبيت.»
كادت روبن أن تجهش بالبكاء؛ لم يكلمها أحد من قبل بهذه الطريقة.
بعد أن انتهين من غسل الصحون، سمحت لهن الآنسة جونستون بالرحيل، وحينئذ عدن مرة أخرى إلى الشلالات، لكن سرعان ما استدعتهن جميعا وأمرتهن بالجلوس على شكل نصف دائرة مبللات كما هن، وجلست هي القرفصاء أمامهن، وصاحت أن مرحبا بأي شخص يسمعهن ويود الانضمام لهن، «مرحبا بأي شخص يختبئ هنا ويحاول أن يمارس علينا خدعة! فلتظهر الآن ولن نسألك عن شيء! وإلا فسيتعين علينا أن نمضي قدما من دونك!»
وبعدها بدأت حديثها بحماس، وألقت على مسامعهن عظتها التي عادة ما تلقيها صباح الأحد خلال رحلة التسلق دون تردد أو قلق. ظلت تسهب في عظتها وتطرح بين الحين والآخر بعض الأسئلة لتتأكد من إنصاتهن إليها. جففت حرارة الشمس سراويلهن القصيرة، ولم ترجع هيذر بيل. لم تخرج من بين الأشجار، وما برحت الآنسة جونستون تتكلم. لم تتركهن حتى وصل السيد ترويل بشاحنته إلى المعسكر محملا بالآيس كريم للغداء.
لم تعطهن الإذن حينئذ، لكنهن انطلقن من تلقاء أنفسهن على أية حال. قفزن وجرين باتجاه الشاحنة، وأخذن يقصصن عليه ما حصل على الفور. قفز جوبيتر؛ الكلب الخاص بترويل، على الجزء الخلفي للشاحنة، ولفت إيفا ترويل ذراعيها حوله وطفقت تنوح وكأنه هو الذي ضل الطريق.
نهضت الآنسة جونستون واتجهت نحو الشاحنة، ونادت على السيد ترويل بصوت عال يعلو على الضجيج الذي أحدثته الفتيات. «واحدة من الفتيات قررت أن تختفي!»
خرجت فرق البحث، وأغلق مصنع آل دود أبوابه بحيث يستطيع كل من يود المشاركة في البحث أن يشارك، وشاركت الكلاب أيضا في البحث. دار حوار عن البحث في النهر باتجاه سريانه من الشلالات.
عندما قصد الشرطي والدة هيذر بيل ليخبرها باختفاء ابنتها، وجدها قد رجعت توا من عطلة نهاية الأسبوع مرتدية لباسا صيفيا خفيفا كاشفا للظهر، وحذاء عالي الكعبين.
Unknown page