الشلالات الواقعة على نهر بيريجرين لم تكن شيئا بالمقارنة بالشلالات التي نراها في الصور؛ فهي مجرد مياه تسقط على سلسلة من الصخور الجيرية التي لم يتجاوز ارتفاع أي منها ست أو سبع أقدام. ثمة بقعة رائعة للاستجمام حيث يستطيع المرء أن يقف وراء ستار من الماء يندفع بقوة، ومن حوله في منطقة الأحجار الجيرية ثمة حمامات ذات حواف ملساء، ولا تزيد على أحواض الاستحمام من حيث الحجم، حوصر فيها الماء وصار دافئا. وإن شئت أن تغرق فيها، فلا بد أن تكون حريصا كل الحرص على الغرق. لكنهن بحثن هناك - الفتيات الأخريات جرين في المكان ونادين اسم هيذر، وفحصن كل البرك، ومددن رءوسهن إلى ما وراء الستار المائي للشلال الصاخب - وجرين برشاقة حول الصخور العارية، وصرخن وبللن أنفسهن بالماء، وخضن الستار المائي، حتى نادت عليهن الآنسة جونستون وأمرتهن بالعودة.
ها هي بيتسي وإيفا ترويل،
ولوسيل تشامبرز أيضا،
وها هي جيني بوس وماري كاي تريفيليان،
وروبن ساندز والمسكينة هيذر بيل.
قالت فرانسيس: «سبع فقط هن اللائي استطاعت أن تجمعهن، وكل منهن لسبب محدد: روبن ساندز هي ابنة الطبيب، ولوسيل تشامبرز ابنة القس، لا يمكنهما الخروج من هذه العباءة؛ بلدة آل ترويل، يسعدهما المشاركة في أي شيء. وجيني بوس العابثة الرشيقة - رافقتنا لممارسة السباحة وركوب الخيل - وماري كاي تسكن إلى جوار الآنسة جونستون؛ كفاها تلك الجيرة. وهيذر بيل وافدة جديدة على المدينة، وأمها سافرت خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ لقد استغلت الفرصة وقررت أن تنطلق في رحلة استكشافية خاصة بها.» •••
مضى حوالي 24 ساعة منذ اختفاء هيذر بيل خلال الرحلة الخلوية السنوية التي يقوم بها برنامج الفتيات الكنديات المتدربات، وصولا إلى الشلالات التي تصب في نهر بيريجرين. كانت ماري جونستون، التي أمست في أوائل الستينيات من عمرها، تقود هذه الرحلة منذ سنوات، من قبل الحرب، وجرى العرف على أن تشارك 24 فتاة تقريبا في تلك الرحلة على طريق كاونتي صباح السبت في شهر يونيو. كن يرتدين جميعا سراويل قصيرة زرقاء زرقة داكنة، وبلوزات بيضاء، وأوشحة حمراء حول أعناقهن، وكانت مورين من بينهن منذ عشرين سنة تقريبا.
وكانت الآنسة جونستون دوما تحثهم على إنشاد الأغنية نفسها:
تقديرا لجمال الأرض
وجمال السماوات
Unknown page