Asl Nizam Usra
أصل نظام الأسرة والدولة والملكية الفردية
Genres
تأليف
فريدريك إنجلز
تتضمن الفصول القادمة تحقيقا لغاية معينة بطريقة ما، ولم يكن في استطاعة أي شخص إلا ماركس أن يقدم النتائج التي وصل إليها مورجان في أبحاثه العلمية، وقد قام ماركس بهذا التقديم عن طريق النتائج التي توصل إلى تحقيقها.
وإلى حد ما أستطيع أن أكتب عن النتائج التي توصلنا إلى تحقيقها خلال أبحاثه المادية في التاريخ. وقد أعاد مورجان اكتشاف النظرية المادية للتاريخ بطريقته الخاصة في أمريكا، وهي النظرية التي اكتشفها ماركس قبل ذلك بأربعين عاما. وقد عقد مورجان مقارنة بين مرحلتي البربرية والمدنية، توصل فيها، عن طريق النظرية المادية، إلى نفس النتائج التي توصل إليها ماركس في النقط الرئيسية. وكما كان كتاب «رأس المال» لمدة سنين طويلة موضع إلهام وتجاهل من الاقتصاديين الرسميين بألمانيا، كذلك كان كتاب مورجان «المجتمع القديم»
1
موضع نفس المعاملة من التشويق بعلوم ما قبل التاريخ في إنجلترا.
ولا يستطيع كتابي هذا إلا أن يقدم مساهمة بسيطة تنضاف إلى ذلك الكتاب الذي لم يقدر لصديقي الراحل ماركس أن يتمه. وعلى أي حال فأمامي تعليقات كثيرة كتبها ماركس تعليقا على كتاب مورجان، وسأحاول تقديم هذه التعليقات في كتابي كلما كان ذلك ممكنا.
وطبقا للنظرية المادية في التاريخ، يعتبر هو الإنتاج، وإعادة إنتاج الحياة الحالية، ولكن هذا نفسه ذو طبيعة مزدوجة؛ إذ نجد من ناحية إنتاج وسائل المعيشة كالطعام والملبس والمأوى والأدوات اللازمة لذلك، ونجد من ناحية أخرى إنتاج البشر أنفسهم (أي التناسل) ويعني ذلك جميع الأنواع.
وإن النظم الاجتماعية التي يعيش الناس في ظلها في فترة تاريخية معينة في بلد معين يحكمها كلا النوعين السابقين من الإنتاج؛ إذ تحكم وسائل إنتاج المعيشة المجتمع عن طريق مرحلة تطور العمل، وتحكمه وسائل إنتاج الأفراد عن طريق النظام العائلي. وبقدر ما يكون العمل غير متطور، وبقدر ما يكون نطاق إنتاجه محدودا، أي بقدر ما تكون ثروة المجتمع محدودة، بقدر ما يزداد ظهور النظام الاجتماعي محكوما بالروابط الجنسية. وخلال هذا البناء الاجتماعي الذي تحكمه الروابط الجنسية تنمو القوة الإنتاجية للعمل أكثر فأكثر، وتنمو معها الملكية الخاصة والتبادل والاختلاف في الثروة واحتمال استخدام قوة عمل الآخرين؛ ولذلك تظهر أسس الصراع الطبقي مع تطور المجتمع، وتظهر عناصر اجتماعية جديدة تكافح على مدى الأجيال؛ لتجعل الصرح القديم للمجتمع متمشيا مع الظروف الجديدة إلى أن يقود التناقض بين الاثنين في النهاية إلى ثورة كاملة.
ويتحطم المجتمع القديم المبني على الروابط الجنسية نتيجة الصدام بين الطبقات الاجتماعية الحديثة النمو، ويظهر في مكانه مجتمع جديد مكون على شكل دولة وتصبح وحداته الدنيا مجموعات إقليمية بعد أن كانت مجموعات جنسية، ويتحكم نظام الملكية في المجتمع الجديد في النظام العائلي، ويصبح الصراع الطبقي مادة التاريخ المكتوب، وهذا هو ما حدث للمجتمع ووصلنا تاريخيا إلى الآن.
Unknown page