Ashrat al-Sa'a - Al-Wabil

Yusuf al-Wabil d. Unknown
53

Ashrat al-Sa'a - Al-Wabil

أشراط الساعة - الوابل

Publisher

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (١٨٧)﴾ [الأعراف: ١٨٧]. فالله تعالى يأمر نبيه محمدًا ﷺ أن يخبر النَّاس أن علم السّاعة عند الله وحده، فهو الّذي يعلم جَلِيَّةَ أمرها، ومتى يكون قيامها؛ لا يعلم ذلك أحدٌ من أهل السماوات والأرض: كما قال تعالى: ﴿يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (٦٣)﴾ [الأحزاب: ٦٣]. وكما قال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (٤٢) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (٤٣) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا﴾ [النازعات: ٤٢ - ٤٤]. فمنتهى علم السّاعة إلى الله وحده. ولهذا لما سأل جبريل ﵇ رسول الله ﷺ عن وقت السّاعة - كما في حديث جبريل الطويل-؛ قال النّبيّ ﷺ: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل" (^١). فجبريل لا يعلم متى تقوم السّاعة، وكذلك محمَّدٌ ﷺ وأيضًا؛ فإن عيسى ﵇ لا يعلم متى تقوم السّاعة، مع أنّه ينزل قرب قيامها، وهو من علامات السّاعة الكبرى؛ كما سيأتي. روى الإمام أحمد، وابن ماجه، والحاكم؛ عن عبدالله بن مسعود ﵁ عن النّبيّ ﷺ؛ قال: "لقيتُ ليلة أُسْري بي إبراهيم وموسى وعيسى".

(^١) "صحيح البخاريّ"، كتاب الإِيمان، باب سؤال جبريل النّبيّ ﷺ عن الايمان والإسلام والإحسان وعلم السّاعة وبيان النّبيّ ﷺ له، (١/ ١١٤ - مع الفتح).

1 / 58