Ashraf Wasail
أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل
Investigator
أحمد بن فريد المزيدي
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Publisher Location
بيروت - لبنان
Genres
١٤٦ - حدثنا قتيبة، حدثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، قال: سمعت النعمان بن بشير، يقول:
«ألستم فى طعام وشراب ما شئتم، لقد رأيت نبيّكم ﷺ وما يجد من الدّقل ما يملأ بطنه».
ــ
لأكثر البدن، ورواية مسلم عن جابر: «أخذ رسول الله ﷺ بيدى ذات يوم إلى منزله فأخرج إليه فلقا من خبز فقال: «ما من أدم» فقالوا: إلا شىء من خل، فقال: «نعم الإدام الخل» (١) قال جابر: فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من النبى ﷺ واستفيد من مدحته أنه أدم فاضل جيد، ومن الاقتصار عليه فى الأدم مدح الاقتصاد فى المأكل ومنع النفس من أملاذ الأطعمة وشهواتها المفسدة للدين والبدن وما ذكرته من مستفادة هذين من الحديث أولى من اقتصار القاضى كالخطابى على الثانى، ومن اعترض النووى عليهما بأن الحديث إنما يفيد الأول والثانى معلوم من قواعد أخر، ثم الثناء عليه بذلك إنما هو بحسب مقتضى الحال الحاضر لا لتفضيله على غيره خلافا لمن ظنه، لأن سبب الحديث أن أهله قدموا له خبزا فقال: «ما من أدم؟» فقالوا: ما عندنا إلا خل فقال:
(نعم الإدام الخل) جبرا أو تطيبا لقلبه من قدمه، لا تفضيلا له على غيره إذ لو حضر نحو لحم أو عسل أو لبن لكان أحق بالمدح منه وبين ﷺ بقوله: «ما من أدم» أن أكل الخبز مع الأدم من أسباب حفظ الصحة بخلاف الاقتصار على أحدهما، واستفيد من كونه أدما أن من حلف لا يأكل أدما حنث به وهو كذلك لقضاء العرف بذلك أيضا.
١٤٦ - (ألستم) إلى آخره الاستفهام فيه للإنكار والتوبيخ، ولذا عقبه بقوله «لقد».
١٤٦ - إسناده صحيح: رواه الترمذى فى الزهد (٢٣٧٢)، بسنده ومتنه سواء، ورواه مسلم فى الزهد (٢٩٧٧)، وابن سعد فى الطبقات (١/ ٣١٢)، كلاهما من طريق سماك بن حرب به فذكره، وروى ابن ماجه (٤١٤٦)، وأحمد (١/ ٢٤)، والطيالسى (ص ١٢)، وابن سعد (١/ ٣١٠،٣١١)، جميعهم من طريق شعبة عن سماك سمع النعمان بن بشير يقول: سمعت عمر بن الخطاب وهو يذكر ما فتح على الناس، فقال عمر: لقد رأيت رسول الله ﷺ يلتوى يومه من الجوع ما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه. (١) رواه مسلم فى الأشربة (٢٠٥١،٢٠٥٢)، وأحمد فى مسنده (٣/ ٣٠١،٣٦٤)، والبيهقى فى السنن (٧/ ٢٨٠)، (١٠/ ٦٣).
1 / 216