63

Ḥamāsat al-Khālidiyyīn = biʾl-ashbāh waʾl-naẓāʾir min ashʿār al-mutaqaddimīn waʾl-Jāhilīyīn waʾl-mukhḍarimīn

حماسة الخالديين = بالأشباه والنظائر من أشعار المتقدمين والجاهليين والمخضرمين

Editor

الدكتور محمد علي دقة

Publisher

وزارة الثقافة

Publisher Location

الجمهورية العربية السورية

والَّذي دعا الشعراء إلى هذه المعاني حتَّى تمنَّوا أن يكونوا جِمالًا جرِبة وغير ذلك من الأماني الَّتي لا يريدها النَّاس التَّفرُّد وأن لا يأخذهم أحدٌ للجرب الَّذي بهم لأن العرب لا تبغض شيئًا بغضها الجرب ولا تحذر من شيء حذرها منه، وقال آخر في هذا المعنى وإن لم تكن أمنيَّته أن يجعله الله جملًا أجرب ومن يخوى ناقةً جرباء:
ألا ليتَ أنِّي والَّتي لا تُحبُّني ... وحبِّي لها باقٍ إلى يوم أُرمسُ
غزالانِ جوالانِ في صحنٍ مهمهمٍ ... وليس به من سائرِ النَّاس مُؤنسُ
مثله:
ألا ليتنا يا مَيّ في رأس شاهقٍ ... من الطَّود لا يعلُوه كلُّ سحابِ
ويُسدي لنا ربُّ السَّمواتِ رزقنا ... فأرزاقُه تأتي بغير حسابِ
مثله لآخر:
ليتَ أنِّي والَّذي أهْ ... واهُ في فجٍّ عميقِ
حيثُ لا يبلُغُنا الرَّع ... دُ ولا لمعُ البُروقِ
لا ولا يعرفُ مخلُو ... قٌ لنا سمتَ طريقِ
زادُنا طِيبُ صبوحٍ ... من لئامٍ وغبوقِ
فذكرنا من هذا المعنى ها هنا ما فيه مقنَع ولا بدَّ من ذكرنا منه في أضعاف الكتاب.
أما قول ابن الدُّمَيْنة: " إنِّي ليأخذني من حبّها " البيت، فهو مأخوذ من قول ذي الرُّمَّة:

1 / 76