24

Ash-Shanāʿah ʿalā man Radda ʿAḥādīth ash-Shafāʿah

الشناعة على من رد أحاديث الشفاعة

Publisher

طُبع على نفقة بعض المحسنين

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢١ هـ

Publisher Location

جزاهم الله خيرا

Genres

وما أسهل أن نقول وما أهْون أن ننطق بالكلام ونحن أكثر الأمم كلامًا وأقلها التزامًا. (١) الجواب: تقدم أن الشافع غير شريك لله سبحانه وإنما هو مُكْرم بالشفاعة. وقوله تعالى: ﴿وأنذر به الذي يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع﴾. لاتدل على نفي الشفاعة مطلقًا. وإنما دلالتها القطعية على نفي الشفاعة من دونه وهي التي لم يأذن بها ولم يرض عن صاحبها. فهذه لا وجود لها في القيامة. أما في الدنيا فقد اتّخِذَتْ الشفعاء وتولاّهم المشركون ولن يُغنوا عنهم شيئًا حيث طلبوها ممن لايملكها. ولذلك يقول الموحّد: اللهم شفّع فيِّ نبيي لايقول: يارسول الله إشفع لي: فالرسول لايملكها ولايقدر عليها اسْتقلالًا. أما جعل الأحاديث الثابتة عن الصادق المصدوق الذي لاينطق عن الهوى ﷺ في حدود المتشابه فهذا زيغ وضلال ورَدّ على الرسول أمره. قال ابن تيمية ﵀: ومقصود القرآن بنفي الشفاعة نفي الشرك وهو أن أحدًا لايعبد إلا الله ولايدعو غيره ولايسأل غيره ولايتوكل على أحد في أن يرزقه وإن كان الله يأتيه برزقه بأسباب.

(١) ص ٢١، ٢٢.

1 / 26