Asatir Yunaniyya Wa Rumaniyya
الأساطير اليونانية والرومانية
Genres
اعتقد الإغريق أن الآلهة كانوا يعلنون مشيئتهم للبشر في أماكن معينة، وبوسائل خاصة عن طريق الوحي (جمع وحي). وأشهر هذه الوحي: وحي دلفي القائم على جانب جبل بارناسوس، حيث يقوم معبد لأبولو في وسطه الوحي. وبهذا المعبد شق في الأرض تتصاعد منه أبخرة بركانية، تجلس كاهنة أو السيبول على ركيزة ثلاثية الأرجل فوق ذلك الشق. وبعد أن تستنشق الأبخرة تتكلم، فيعتبر كلامها وحي أبولو. كان بهذا المعبد كنوز ضخمة عبارة عن الهدايا التي قدمها من استشاروا الوحي. وهناك وحي آخر لجوبيتر في غابة أشجار البلوط في دودونا، حيث يتقدم الناس بأسئلتهم ، فيجيب عليها حاكم الآلهة والبشر بحفيف أوراق تلك الأشجار، ويفسر الكهنة ذلك الحفيف.
الباب الثالث
قصص جوبيتر ومينيرفا
أوروبا وثورها
كان جوبيتر الشخصية الرئيسية في حلقة غرامية، جرت في ركابها كثير من الأحداث والنتائج الهامة.
كانت «أوروبا» أميرة آسيوية ابنة ملك فينيقيا، تتألق جمالا بين تابعاتها العذارى، كما تتألق فينوس بين الجراكيات. فأبصرها ابن كرونوس فوقع في غرامها، فقابلها في صورة ثور قوي جميل المنظر، جاء إلى المرعى المزهر، حيث كانت أوروبا تلعب مع رفيقاتها العذارى، اللواتي عندما أبصرن الثور هربن جميعا ما عدا أوروبا؛ إذ سلط جوبيتر إيحاءه عليها، فبقيت دون أن يتطرق الخوف إلى قلبها، وتقدمت نحوه فانخفض لها في رفق وانحنى أمامها، وقدم لها ظهره العريض. ابتسمت الفتاة وقد أغراها الثور، فجلست على ظهره، وما كادت تجلس حتى ارتفع عن الأرض، واتجه نحو شاطئ البحر المجاور، وقفز بها وسط الأمواج.
عبثا نادت أوروبا على رفيقاتها، وعبثا توسلت إلى الثور البادي الرقة أن يعيدها إلى اليابسة، ويسمح لها بالعودة إلى أهلها، ولكنه أصم سمعه عن توسلاتها، وشرع يسبح بسرعة بضربات قوية وسط البحر الهادئ أمامه. وما من موجة صغيرة أصابت ثوب الفتاة بالبلل، وكانت وحوش البحر تقفز حوله، وارتفعت جماعات حوريات البحر من بين الأمواج يحيينه في مرح.
صاحت الفتاة أخيرا في فزع تقول: «إلى أين تحملني؟» فأجابها الثور في صوت إلهي عميق يأمرها بالشجاعة والجرأة.
قال: «انظري، إنني جوبيتر، اضطرني حبك إلى أن أتخذ هذه الهيئة، وسرعان ما ستستقبلنا كريت لتكون حجرة عرسنا؛ كريت التي ولدت فيها أنا نفسي.»
هكذا قال، وهكذا كان، وباسم هذه الأميرة سميت قارة أوروبا بأكملها. أنجبت أوروبا لجوبيتر ثلاثة أبناء: مينوس الذي صار فيما بعد ملكا على كريت، ورادامانثوس، وساربيدون. وبعد موت الابنين الأولين، صارا قضاة الأشباح في العالم السفلي.
Unknown page