لقد عرفنا الدم المهراق، ورأينا شؤبوبه وكيف ينبثق في غير ما تنهدة أو حشرجة، ورأينا ذرارينا وكيف تعلف ويرجى سمنها للخنجر المصلت في يد الناحر.
في عيوننا الصافية ترقد كل خفايا الأبدية وتتوارى أسرار الفناء أو العدم.
وإذ يترفرق في أسماعنا ثغاء الزعيم تخطر في مرح ورشاقة مجاوبين ثغاءه، فإن أجفل رأيتنا في أثره كموجة متدفعة من الجنون حتى يقعد به العثار، وإذ ذاك تتطلع إلى زعيم جديد نسير تحت إمرته.
صاح خروف متلكئ في آخر القطيع «ولماذا تروعنا هذه المجزرة الممجدة فننكص على أعقابنا؟! ...».
ولكن أسراب القطيع راحت تثغو في غضب وكأنها تقول «ألا تذكر كيف ذهبنا بأقدام خالية من القذر ورجعنا بأدمغة فارغة؟! إن نبل الصنيع يقتضينا الفرار ما استطعنا إليه سبيلا». «إننا نحمي بذلك خرافا لن تجود بمثلها البطون».
فإذا ما أباح قطيع دمه فإن المعيز ستذكر لنا هذا القول المأثور؟».
لحظة ثم هوى الراعي علينا بعصاه صارخا مؤنبا «إلى الوراء! إلى حظائركم أيها الحمقى».
الفصل الثامن
بيت الراعي
للشاعر الفرنسي «ألفرد دي فيني»
Unknown page