Articles from Dorar.net

Group of Authors d. Unknown
58

Articles from Dorar.net

مقالات موقع الدرر السنية

Publisher

موقع الدرر السنية dorar.net

Genres

السلفيون ليسوا وحدهم . نقد المفكرين الغربيين للنظام الديمقراطي!! عبد الله الزهراني يصر الخطاب العلماني وبعض الأصوات في الخطاب التنويري في السعودية على تصوير الاتجاه المخالف للديمقراطية - وخاصة الاتجاه السلفي- بأنه اتجاه شاذ، متخلف، سطحي في تفكيره، مخالف لما هو معلوم في العالم المعاصر بالضرورة .. ونحن إذا رجعنا إلى العالم الغربي نفسه سنجد أن عددًا كبيرًا من علمائه ومفكريه معارضون بشكل قاطع للنظام الديمقراطي .. وقاموا بتوجيه النقد إليه، ووجهوا إليه اعتراضات كثيرة من عدة جهات. والاطلاع على نقد المفكرين الغربيين للنظام الديمقراطي مفيد من عدة وجوه: الوجه الأول: أن ذلك يكشف عن أن الخلل في النظام الديمقراطي ليس راجعًا إلى مخالفته للأصول الشرعية فقط .. وإنما هو راجع أيضًا إلى بنية النظام نفسه، وإلى شروطه، وتطبيقاته المهنية. والوجه الثاني: أن الإطلاع على ذلك النقد يكشف أن رفض الديمقراطية ليس موقفًا خاصًا بالسلفيين ولا بالإسلاميين عمومًا، وإنما هو موقفٌ شائعٌ في الأوساط الفكرية الغربية والإسلامية. وقد جمع الدكتور: سفر الحوالي قدرًا من أسماء المفكرين الغربيين الرافضين للنظام الديمقراطي في كتابه العلمانية، ونقل نقدهم ومواقفهم من مؤلفاتهم .. وسأنقل كلامه الذي جمع فيه كلام المفكرين الغربيين الذين نقدوا الديمقراطية بنصه حيث يقول: «الناس في الغرب يقبلون الحوار والنقاش حول أي موضوع ما عدا موضوع الديمقراطية، فالديمقراطية بمبادئها - كالحرية والمساواة - وحقوقها وضماناتها - كما أسلفنا - منطقة مقدسة لا ينبغي أن تكون موضع جدال، وما لها لا تكون كذلك وهم لا يعلمون لها بديلًا إلا الديكتاتورية ذلك الشبح الرهيب؟! ومع ذلك فقد كثرت اعتراضات المفكرين على هذا المبدأ، وانتقد من جوانب عديدة، ويتلخص نقد الكتاب الديمقراطيين للديمقراطية في أمور: ١ - ميوعة الاصطلاح، وصعوبة تحديده بدقة علمية يمكن بواسطتها التمييز بين الحقيقة وبين الادعاء المزيف. يقول صاحب كتاب نظم الحكم الحديثة: "كل محاولة تستهدف تحديد الاستعمال الصحيح لاصطلاح الديمقراطية، من شأنها أن تواجه مزيدًا من التعقيدات، وليست البلاد التي تسمى بالديمقراطية تقليدًا ... هي التي تظهر المتناقضات والعيوب فحسب؛ بل إن البلاد الشيوعية في العالم والتي تعتنق مفهومًا سياسيًا مخالفًا تمامًا تدعي بذات التأكيد أنها ديمقراطيات شعبية، وأن انتساب البلاد الأخرى إلى الديمقراطية إنما هو من قبيل الخداع". ويقول آرنولد توينبى: "أصبح استخدام اصطلاح الديمقراطية مجرد شعار من الدخان، لإخفاء الصراع الحقيقي بين مبدأي الحرية والمساواة". ويقول رسل عنها: "كانت تعنى حكم الأغلبية مع نصيب قليل غير محدود المعالم من الحرية الشخصية، ثم أصبحت تعني أهداف الحزب السياسي الذي يمثل مصالح الفقراء على أساس أن الفقراء في كل مكان هم الأغلبية، وفي المرحلة التالية أصبحت تمثل أهداف زعماء هذا الحزب، وها هي الآن في أوروبا الشرقية وجزء كبير من آسيا يصبح معناها الحكم المستبد لمن كانوا يومًا ما نصراء للفقراء، والذين أصبحوا يقصرون نصرتهم هذه للفقراء على إيقاع الخراب بالأغنياء، إلا إن كان هؤلاء الأغنياء من الديمقراطيين بالمعنى الجديد". صحيح أن لفظ الديمقراطية يعني عند إطلاقه حكم الشعب، لكن الآراء تتضارب كثيرًا حول كيفية الحكم، ونوعية الاقتراع والتمثيل، وشروط المقترعين، وتحديد الفئات السياسية. ترى الشيوعية أن الدول الرأسمالية ليست ديمقراطية بالمعنى الصحيح؛ لأن الحكم فيها حقيقة بيد الطبقة الثرية، وأن المصطلح الحقيقي لها هو: (دكتاتورية رأس المال).

1 / 57