94

Arkhas Layali

أرخص ليالي

Genres

وجاءت العربة وأركبوا زبيدة فيها، وهي تزغرد وتهتف بحياة جلالة الريس، والناس كلهم يضحكون.

وتحرك الشبراوي كالمطعون ورجا السائق أن ينتظر دقيقة، ثم جرى واشترى رغيفا من الفينو وحلاوة طحينية، وأعطاها للعسكري الذي يرافقها وهو يقول له في رجاء حار: والنبي توكلها وتخلي بالك منها، اعمل معروف وحياة اللي ماتولك تتوصا بها.

ومضت العربة.

وتسلل الشبراوي من المحافظة إلى المحطة مباشرة، وقد شبعت نفسه من مصر ومن الدنيا، وبين الآونة والأخرى كان يلمح كفه التي ضرب بها زبيدة، فيقشعر جسده بخجل لم يحسه في حياته.

بصرة

- آه، أهو جه. - ليلتك سودة يا مليم. - أما حتبقى حتة ملعبة. - دي حتبقى مدعكة. - شد حيلك يا حمودة وهات لنا أجله. - أهو دلوقت تحلى الفرجة يا ولاد.

ومضى الجالسون في القهوة يتقاذفون التعليقات، وهم يتسمعون إلى الضحكات العالية التي تترى من الخارج، وقرقعة الصفائح الفارغة، ودبيب الأقدام الثقيلة التي تجري، وكأنها أقدام فيل.

وظهر «مليم» السقا في النهاية، مقهقها صاخبا لاعنا أبا الدنيا ومن تهمه الدنيا كعادته. ووضع صفيحتي «الجاز» الفارغتين والعصا التي فيها الخطاطيف فوقهما، وضحكت عيناه لكل الموجودين في سخرية خالية من الهم، ثم انتحى كرسيا نائيا جلس عليه، ووضع ساقا فوق ساق، وصفق بيديه كأحسن زبون، فتعالت الضحكات لجلسته وتصفيقه.

وجاء نبقة «الجرسون» يلبي الطلب في احترام مصطنع، وزغده المليم وهو يأمر بواحد شاي بالحليب وكرسي دخان.

وعوى فيه وهو يقول: خلي بالك مالكرسي، فاهم.

Unknown page