وردت المرأة وقد عيل صبرها: والنبي يا شيخ؟! اسم الله عليك وعلى حواليك! مش تلايمها شوية، فين يا راجل حق كيلة الدرة اللي انت قايللي دقيقة واحدة وحاجيبه؟
وبنفس الصوت الجاد قال عوف بعصبية أكثر وقد تذكر كل شيء: روحي يا بت اختشي.
وضحكوا كما لم يضحكوا في ليلتهم، بل في أعمارهم كلها.
وأغاظت ضحكاتهم المرأة، فقالت وهي تكاد تصرخ: والله مانا منقولة إلا أما تجيب حق الكيلة، دا صاحبتها قاعدالي في الدار م المغرب، سامع والا لأ.
وأجاب عوف بصوت عال: لا مش سامع.
فقالت وهي مغيظة: عنك ما سمعت، هه، وآدي قعدة.
وحاولوا مرة أخرى أن يتأدبوا ويكتموا الضحكات، والمرأة تنتقي لنفسها مجلسا فوق كومة سباخ عالية. ورفع عوف رأسه ونظر إليها وهي ممتطية الربوة كأم قويق، وسكت برهة، ثم قال بصوت نصفه ضاحك، ونصفه جاد:
روحي يا بت يا ام وش زي وش السلندر.
ومع أنهم ما كانوا يعرفون ما هو السلندر، إلا أنهم انثنوا وتمايلوا مقهقهين، وعيونهم قد شدت إلى عوف الجالس لا يعرفون إن كان هو جادا في كلامه أم هازلا.
ولم تسكت المرأة، وإنما قالت على الفور: والنبي ماني مروحة يا ابو راس أنعم من البريزة الماسحة.
Unknown page