[ص ٣] المقدمة
قال الله ﵎: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ الآية [سورة المائدة: ٣] (^١).
وقال ﷿: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ [سورة الشورى: ٢١].
وفي "الصحيحين" (^٢) عن أم المؤمنين عائشة ﵂ قالت: قال رسول الله ﵌: "مَن أحْدَث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ".
وفي "صحيح مسلم" (^٣) عن جابر قال: قال رسول الله ﵌: "أما بعد، فإنَّ خيرَ الحديث كتاب الله، وخير الهَدْي هَدْي محمد، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتها، وكلّ بدعة ضلالة".
الآية الأولى صريحةٌ أن الله ﷿ أكمل لهذه الأمة دينها قبل وفاة رسوله ﵌. ولا ريب أن الدين عبارة عن مجموع الأحكام الشرعية؛ من اعتقادية وعملية، فإكماله عبارة عن إكمالها.