[المقدمة]
الاهداء
إلى نجيب الله من خلقه، وصفوته، وبعيثه، ورسول رحمته.
إلى من انتجبه الرسول من جميع البرية وجعله أميرا للمؤمنين، وقائدا خالدا إلى يوم الدين.
إلى الصفوة الطاهرين والمنتجبين من الاخيار الانجبين، لا سيما منتجب السماء الموعود لاحقاق الحق، وإزهاق الباطل، وإظهار العدل «صاحب العصر الحجة بن الحسن العسكرى (عليهما السلام)» أرفع بكلتا يدي هذه «الأربعون حديثا» التي انتجبها «منتجب الدين» من بحور فضائلكم التي لا تحصى، ويم كراماتكم التي لا تستقصى.
راجيا منكم قبولها من ولدكم، والاثابة عليها مؤسسة الإمام المهدي (عليه السلام)- قم المقدسة السيد محمد باقر بن المرتضى الموحد الابطحى
Page 3
منتجبنا على الاربعين فى فضل من اختارهم الله
: عن أبي سلمى راعي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ليلة أسري بي إلى السماء قال لي الجليل جل جلاله آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه @HAD@ - قلت:- والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله
قال: صدقت يا محمد، من خلفت في أمتك؟ قلت: خيرها. قال: علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟ قلت: نعم يا رب.
قال: يا محمد إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسما من أسمائي فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي فأنا المحمود وأنت محمد ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا، فشققت له اسما من أسمائي فأنا العلي الأعلى وهو علي.
يا محمد إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من سنخ نوري وعرضت ولايتكم على أهل السماوات وأهل الأرضين فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ومن جحدها كان عندي من الكافرين.
يا محمد لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم.
يا محمد أتحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب. فقال لي: التفت عن يمين العرش.
فالتفت فإذا أنا بعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهدي في ضحضاح من نور قيام يصلون وهو في وسطهم- يعني المهدي- يضيء كأنه كوكب دري.
فقال: يا محمد هؤلاء الحجج وهو الثائر من عترتك فو عزتي وجلالي إنه الناصر لأوليائي والمنتقم من أعدائي ولهم الحجة الواجبة وبهم يمسك الله السماوات أن تقع على الأرض إلا بإذنه (1) .
السيد محمد باقر بن المرتضى الموحد الابطحى.
Page 4
المؤلف
: هو الشيخ السعيد الفاضل العالم الفقيه المحدث الثقة الصدوق شيخ الأصحاب سيد الحفاظ، منتجب الدين، أبو الحسن علي بن الشيخ موفق الدين عبيد الله (1) بن الشيخ شمس الدين أبي محمد الحسن المدعو «حسكا» (2) بن الحسين بن الحسن بن الشيخ الفقيه الحسين (3)- أخي الشيخ الصدوق (4)- بن أبي الحسن علي (5) بن الحسين ابن موسى بن بابويه القمي.
Page 5
أجمع العلماء على جلالة قدره وعظم شأنه ورفعة منزلته، وقد بالغ في إطرائه والثناء عليه كل من تأخر عنه، ويوجد ذكره الخالد في كتب التراجم مشغوفا بالتبجيل والتكريم والاكبار والجلالة، ولعل خير ما قيل- في وصف علومه وسعة اطلاعه وسمو مرتبته- ما قاله صاحب رياض العلماء: «كان بحرا من العلوم لا ينزف ...» والنظر في مؤلفاته يهدينا إلى أنه كان في طليعة الفقهاء الأعلام، وأنه عظيم من عظماء الشيعة، وأن كل ما في التراجم والمعاجم من جمل الاكبار والتبجيل دون ما هو فيه. وقد ترى في مقدمة كتابه «فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنفيهم» بتحقيق العلامة المحقق حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الطباطبائي «أيده الله» أنه قد سبر غور حياة المؤلف وشؤونه واستوفى المقال فيه قدر المستطاع والضرورة.
الكتاب
هو صورة ناطقة عن عبقرية مؤلفه، وآية محكمة تدل على قوة تضلعه في فنون الرواية والحديث، وكانت الغاية من تأليفه أداءا لواجب الشريعة السمحاء، ونشرا لألوية الاسلام المقدس وقياما بفروض الخدمة للولاية التي بها كمل الدين وتمت النعمة ورضي الرب، وإعلاء كلمة الحق، ومبدأ العدل، وذبا عن المذهب الامامي الصحيح.
حيث جمع فيه خلاصة ما سمع من مشايخه الكثيرين - خلال رحلاته إلى بغداد، الحلة، خوارزم، أصبهان، طبرستان، قزوين، كاشان، نيشابور، وغيرها من من الحواضر العلمية، أو الذين كان يفدون إلى مدينته «الري» في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
قصة «الاربعون حديثا»
قال الشهيد السعيد محمد بن مكي العاملي في أربعينه: 17:
«... كثرت عناية العلماء السالفين، والفضلاء المتقدمين بجمع أربعين حديثا
Page 6
من الأحاديث النبوية، والألفاظ الامامية بما اشتهر في النقل الصحيح عنه (صلى الله عليه وآله) بألفاظ مختلفة، بهذا العدد المخصوص.
وقد كان الرسول (صلى الله عليه وآله) أول من أملى أربعين حديثا في مجلس واحد في وصيته (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين علي (عليه السلام).
رواها الشهيد السعيد (قدس سره) بإسناده إلى الإمام الحسين الشهيد (عليه السلام) (1)، وفي أولها: «يا علي من حفظ من أمتي أربعين حديثا يطلب بذلك وجه الله والدار الآخرة حشره الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا @HAD@ »
وحبذا بوصي هو باب مدينة علم الرسول، الذي علمه من العلم ألف باب يفتح من كل باب ألف باب، فعلم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه فكانت عشرة أربعينيات أملاها في مجلس واحد (2).
لذا جرت سيرة العلماء الأعلام (قدس الله أسرارهم) على اقتفاء هذه السنة النبوية الشريفة المؤكدة بتأليف وجمع كتب تدون فيها «أربعون حديثا» في علوم الاسلام كالاصول والفروع والفقه والفضائل والاحكام والمعارف والطب والأخلاق والآداب وغيرها، كل حسب تخصصه وانتخابه.
أربعون حديثا عن الأربعين شيخا
ثم إن الشيخ المفيد أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن الفضل بن شجاع بن هاشم الخزاعي النيسابوري- أخو الشيخ عبد الرحمان (3) بن أحمد
Page 7
النيسابوري تلميذ الشيخ الطوسي- من آل نافع بن بديل بن ورقاء الصحابي الجليل قد أسس واستجد منهجا جديدا بديعا، وسنة حسنة في جمع «الأربعون حديثا» وهو رواية كل حديث عن شيخ من شيوخه، فيكون أربعين حديثا عن أربعين شيخا.
فخرج بهذا الابداع عن التقليد المألوف.
وكان (قدس سره) هو الفاتح لهذا فله أجره، وأجر من عمل به إلى يوم القيامة.
بل هو السبب المحرك لما يتكامل عليه بخصيصة «من أربعين صحابيا».
الاربعون حديثا عن أربعين شيخا من أربعين صحابيا:
قال الشيخ منتجب الدين في الفهرست ص 3:
«وبعد فقد حضرت عالي مجلس سيدنا ومولانا ... أبي القاسم يحيى بن محمد ابن علي بن محمد بن المطهر بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن حمزة بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد الأرقط بن عبد الله الباهر بن الامام زين العابدين ...
فعرض علي كتاب «الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين» (صلوات الله وسلامه عليه)، تصنيف شيخ الأصحاب أبي سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري- (قدس الله روحه ونور ضريحه)- وكان يتعجب منه.
وقد خبرني أيضا في أثناء كلامه: أن شيخنا الموفق السعيد أبا جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي- رفع الله منزلته- قد صنف كتابا في أسامي مشائخ الشيعة ومصنفيهم ولم يصنف بعده شيء من ذلك.
فقلت: لو أخر الله أجلي، وحقق أملي، أضفت إليه ما عندي من أسماء مشائخ الشيعة ومصنفيهم الذين تأخر زمانهم عن زمان الشيخ أبي جعفر- (رحمه الله)- وعاصروه.
وأجمع أيضا كتاب «الأربعين عن الأربعين من الأربعين في فضائل أمير المؤمنين» (صلوات الله عليه) لتكون المنفعة به عامة، وأخدم بهما الحضرة العليا والسدة الشماء.
ولما انفصلت عن جنابه الأقدس، شرعت في جمع ما عندي من الأسامي أولا
Page 8
وجمع الأربعين ثانيا.
وقال- (قدس سره)- في أول أربعينه:
«وبعد، فلما فرغت من جمع ما عندي من أسامي علماء الشيعة ومصنفيهم ...
صرفت حظا من عنايتي وطرفا من همتي وكفايتي إلى جمع ما سبق به الوعد من جمع «الأربعين عن الأربعين من الأربعين» في فضائل سيدنا ومولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه على رسوله، ثم عليه، وعلى أبنائه وصيرته وسيلة إلى حضرته العلية، حفها الله بالجلال، وصرف عنها غير الكمال ...».
ولم يذكر- (قدس سره)- تاريخ تأليف أي من الكتابين.
ولكن تلميذه الشيخ أبو القاسم عبد الكريم بن العلامة أبي الفضل محمد بن عبد الكريم بن الفضل الحسين الشافعي الرافعي القزويني- المتوفى سنة 623 ه قال في ترجمة أستاذه من كتاب «التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين»:
ومن مجموعه «الأربعين» الذي بناه على حديث سلمان الفارسي- رضي الله عنه المترجم لأربعين حديثا، وقد قرأته عليه بالري لسنة أربع وثمانين وخمسمائة- 584-» فيلزم أن يكون تأليف الأربعين والفهرست قبل هذا التاريخ.
وممن جمع الأربعون حديثا على هذه الطريقة الشيخ أبو الفتح محمد بن أبي جعفر محمد بن علي بن محمد الطائي الهمداني (475- 555 ه. ق) وسماها «الأربعون الطائية» ذكر ذلك حاجي خليفة في كشف الظنون: 1/ 56.
ومنهم أيضا أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم بن حسان الحميري الكلاعي الأندلسي المالكي (565- 634 ه. ق).
ذكر ذلك إسماعيل پاشا في إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون: 3/ 54.
Page 9
الاربعون عن الاربعين من الاربعين مع الاربعين
وعد الشيخ منتجب الدين- (قدس سره)- في آخر أربعينه قائلا:
«ولو سهل الله تعالى وأعطاني المهل، وأخر الأجل، أضفت إلى كتاب فهرست علماء الشيعة ما شذ عني بحيث يصير مجلدا ضخما- إن شاء الله تعالى وأضفت إلى ما سبق مني من الأربعين، كتاب الأربعين عن الأربعين من الأربعين مع الأربعين في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام)».
ولا ندري هل وفق لتأليف وإنجاز ما وعد به أم لا؟
إذ لم تصلنا نسخته، ولم نر النقل عنه في مصنفات العلماء من معاصريه أو ممن وفد بعدهم، كما أن أصحاب المعاجم الرجالية ممن ترجم له وغيرهم لم يذكروا رؤيته، أنه عمر بعد فراغه من الأربعين عشرين عاما تقريبا.
فقد- ذكر ابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب في ترجمته (رحمه الله)-:
ذكره الشيخ الحافظ صائن الدين أبو رشيد محمد بن أبي القاسم بن الغزال الاصفهاني في كتابه- الجمع المبارك والنفع المشارك- من تصنيفه وقال: «أجاز عامة سنة 600، وله كتاب الأربعين عن الأربعين، رواه عنه مجد الدين أبو المجد محمد بن الحسين القزويني».
فيظهر من هذا أنه- (قدس سره)- عاش إلى ما بعد هذا التاريخ، والله أعلم.
وعلى كل فله أجر ما عمل به وسنه، وأجر ما نواه وقصده، وأجر من عمل واستن به، أو زاد عليه- مستقلا أو بالحواشي- فانه قال (صلى الله عليه وآله):
«إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرء ما نوى».
جعلنا الله تعالى ممن نوى وسعى، وأكمل وأوفى.
«ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم» .
الحواشي على كتاب الاربعين
ذكر الشيخ آغا بزرگ الطهراني في الذريعة: 1/ 434 في سياق حديثه- رحمه
Page 10
الله- عن نسخ الكتاب:
«نسخة منها عند العلامة الشيخ محمد السماوي، وهي بخط الشيخ فضل بن محمد بن فضل العباسي، كتبها عن خط استاذه وشيخه الشيخ عبد النبي بن سعد الدين الجزائري سنة «1021» وعليها حواش كثيرة وتحقيقات جيدة للشيخ عبد علي بن الحسين بن علي بن يحيى الأحسائي الجزائري ... ولو دونت تلك الحواشي لزادت على أصل الأربعين».
وذكر في الذريعة: 6/ 14 أنه كتب هذه الحواشي في سنة «1049 ه» بعد شراءه النسخة المذكورة.
قراءة الكتاب على مؤلفه، وروايته عنه
قرأ كتاب «الأربعون حديثا» على مصنفه جماعة من تلامذته منهم:
1- الشيخ أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الشافعي الرافعي حيث تقدم قوله أنه قرأ عليه «الأربعين» في سنة 584 ه.
2- مجد الدين أبو المجد محمد بن الحسين بن أحمد القزويني الصوفي المتوفى سنة 622 ه، قال ابن الصابوني- المتوفى سنة 680 ه- في تكملة إكمال الاكمال: 17- في ترجمة منتجب الدين-: روى لنا عنه أبو المجد ... أربعين حديثا في الرباعي عن الأربعين من تخريجه بسماعه منه.
راجع مقدمة الفهرست: 43.
3- برهان الدين محمد بن محمد بن علي الحمداني القزويني، حيث رواه عن استاذه، ثم كتب نسخته في سنه 613، عن أصل نسخة المؤلف.
وروى الكتاب جماعة من العلماء منهم
: 1- السيد غياث الدين عبد الكريم بن أحمد بن موسى بن طاووس العلوي الحسيني، حيث وجد بخطه الشريف على نسخة مكتبة الحسينية بالنجف (1) الأشرف هكذا:
بخط السيد الامام غياث الدين بن طاووس في هذا الموضع هكذا:
Page 11
«رواية عبد الكريم بن أحمد بن طاووس، عن نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي، عن محمد بن محمد بن علي الحمداني القزويني عن المصنف».
2- وتحته بخط السيد الامام صفي الدين محمد بن معد- (رحمه الله)- هكذا:
«رواية أبي جعفر محمد بن معد بن علي بن رافع بن أبي الفضائل معد بن علي ابن حمزة بن أحمد بن حمزة العريضي بن علي بن أحمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم (عليه السلام)، إجازة عن الشيخ محمد بن محمد بن علي الحمدوني».
3- ووجد على ظهر هذه النسخة أيضا، بخط الشيخ الامام سديد الدين يوسف ابن المطهر الحلي هكذا:
«رواية يوسف بن مطهر، عن أحمد بن يوسف العريضي العلوي الحسيني، عن محمد بن محمد بن علي الحمداني، عن مصنفه».
4- قال السيد الأمين- (رحمه الله)-: وعلى النسخة المكتوب منها هذه ما صورته:
«قال العبد المفتقر إلى كرم ربه محمد بن مكي:
إني أرويه عن شيخي الامامين: عميد الدين عبد المطلب بن الأعرج الحسيني وفخر الدين محمد بن الامام جمال الدين الحسن بن المطهر عن شيخهما جمال الدين عن والده سديد الدين وعن ابني طاووس، عن ابن معد وعن خواجة نصير الدين عن الحمداني.
قال ابن مكي: وأرويه عن النسابة العلامة تاج الدين أبي عبد الله محمد بن القاسم بن معية الحسني، عن رضي الدين علي بن السعيد غياث الدين عبد الكريم بن طاووس عن والده، رحمهم الله أجمعين.
التعريف بنسخ الكتاب ومنهج التحقيق
اعتمدنا في تحقيق الكتاب على أربع نسخ خطية:
النسخة الاولى: هي النسخة المحفوظة في مكتبة حجة الاسلام والمسلمين
Page 12
السيد مهدي اللاجوردي حفظه الله، كتب في آخرها:
«هذا آخر الكتاب، والله الموفق للصواب، علقت هذه النسخة من نسخة علقت من نسخة الشيخ الامام الشيخ زين الدين (رحمه الله تعالى) ، وذكر أنه كتب من خط الشيخ السعيد محمد الشهيد بن مكي (رحمه الله)، وذكر الشهيد أنه كتب من خط الامام برهان الدين محمد بن محمد الحمداني القزويني- (قدس الله أرواحهم ونور ضريحهم) وكتب المحتاج إلى رحمة ربه الغني محمد قاسم بن محمد الفقيه النجفي وفقه الله للعمل لغده قبل أن يخرج الأمر من يده، وختمه حامدا ومصليا على محمد وآله الطاهرين الغر الميامين الهادين المهديين، والحمد لله رب العالمين* ».
وفيها سقط أواخر الحكاية الخامسة إلى أول الحكاية العاشرة.
وهي بدون تاريخ الاستنساخ. ورمزنا لها ب «ب».
النسخة الثانية: هي النسخة المحفوظة في خزانة مخطوطات مكتبة الملك وفي آخرها ما صورته: «آخر الكتاب والحمد لله الموفق للصواب.
حرره محمد بن محمد بن علي الحمداني القزويني، أواخر رجب الأصب سنة ثلاث عشرة وستمائة.
العبد الراجي إلى عفو ربه محمد بن مكي بن محمد:
وتحريري في جمادى الأول سنة ست وسبعين وسبعمائة بالحلة والحمد لله كثيرا مباركا.
عورضت الحكايات وما قبلها من الأحاديث بنسخة بخط مولانا السعيد الشهيد محمد بن مكي (قدس سره)، فصح الجميع إن شاء الله تعالى، إلا ما زاغ عنه البصر وحسر عنه النظر، برسم الشيخ الأجل سر أوحد البقية، العمدة، العدة الشيخ كمال الدين إبراهيم بن عبد العالي مد الله في شريف عمره وزاد في علو قدره بمحمد وآله وصحبه عليهم الصلاة والسلام.
كتب العبد الداعي أحمد بن خاتون- لطف الله به- في أواخر آخر الجماديين
Page 13
من سنة أربع وسبعين وستمائة (1) نبوية، على مشرفها وآله السلام والتحية، والحمد لله».
ورمزنا لها ب «م».
النسخة الثالثة: مصورة فى مكتبة مدرستنا، وفي آخرها ما صورته:
«حرره محمد بن محمد بن علي الحمداني القزويني، أواخر رجب الأصب سنة ثلاث عشرة وستمائة.
صورة خط كاتب الأصل: نجز غرة جمادى الأول سنة ست وسبعين وسبع مائة بالحلة.
والحمد لله كثيرا مباركا، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
آخر ما وجد بخط شيخنا الشهيد. واتفق الفراغ من هذه النسخة يوم الاثنين ثاني عشر ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وتسعمائة.
وكتب الفقير إلى الله تعالى زين الدين بن علي بن أحمد- عرف ب ابن الحاجة تجاوز الله عن سيئاته-: هذا ما وجدته بخط الشهيد الثاني، وأنا العبد الاقل محمد بن محمد بن الحسن، الشهير ب ابن قاسم الحسيني العينالي العاملي تحريرا في أوائل شهر صفر من شهور سنة 1060 ه. ق». ورمزنا لها ب «أ».
النسخة الرابعة: وهي النسخة المحفوظة في خزانة مخطوطات المسجد الاعظم الكتاب الرابع ضمن المجموعة رقم «925». تبتدأ من أواخر الحكاية الاولى.
كتبها «سيفور» في شهر ذي الحجة سنة ستين وألف من هجرة النبي (صلى الله عليه وآله).
ورمزنا لها ب «د».
واعتمدنا في تحقيق الكتاب على طريقة التلفيق بين النسخ الخطية الأربعة المذكورة، لاثبات نص صحيح سليم، مشيرين في الهامش إلى ما رأيناه ضروريا أو مفيدا من الاختلافات اللفظية، مع ذكر مصادر الأحاديث، وتصحيح أسماء الرواة وذكر نبذة مختصرة من حياتهم، معتمدين في ذلك على أهم الموسوعات الرجالية المعتبرة.
مؤسسة الامام المهدي (عليه السلام)- قم المقدسة السيد محمد باقر بن المرتضى الموحد الابطحى
Page 14
[خطبة المؤلف]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، حمد الشاكرين.
والصلاة على خيرته من بريته محمد، وعترته الطاهرين.
وبعد: فلما فرغت من جمع ما عندي من أسامي علماء الشيعة ومصنفيهم على قدر القدرة والمنة، ومن الله الفضل والمنة صرفت حظا من عنايتي، وطرفا من همتي وكفايتي إلى جمع ما سبق به الوعد من جمع «الأربعين عن الأربعين من الأربعين» في فضائل سيدنا ومولانا أمير المؤمنين صلوات الله، وسلامه على رسوله، ثم عليه، وعلى أبنائه وذلك: «أربعون حديثا، عن أربعين شيخا من أربعين صحابيا» وصيرته وسيلة إلى حضرته العلية، حفها الله بالجلال، وصرف عنها عين الكلال (1) ومن الله المعونة والتوفيق.
Page 17
[الأربعون حديثا]
الحديث الاول:
أخبرنا أبو الفتح محمود بن عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد الطالقاني الشاهد قراءة عليه:
أخبرنا جدي أبو الفضل عبد الواحد بن محمد البيع (1):
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان (2) الحافظ:
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني، قراءة عليه:
أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن حمدان الديرعاقولي (3):
Page 18
أخبرنا محمد بن الحسين بن حفص الأشناني (1):
أخبرنا محمد بن يحيى الفارسي، عن سليمان بن حرب، عن يونس بن سليمان التيمي (2) عن أبيه، عن زيد بن يثيع (3) قال: سمعت أبا بكر الصديق يقول: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال- وقد خيم خيمة وهو متكئ على قوس عربية وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين- (عليهم السلام):
أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة حرب لمن حاربهم ولي لمن والاهم لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد ولا يبغضهم إلا شقي الجد رديء الولادة.
فقال رجل: يا زيد أنت سمعت من أبي بكر هذا؟ قال: إي ورب الكعبة (4) .
Page 19
الحديث الثانى:
أخبرنا أبو الفتوح محمود بن محمد بن عبد الجبار المذكر الهرمزدياري السروي:
ثم الجرجاني، قدم علينا الري، قراءة عليه:
أخبرنا القاضي أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني من لفظه:
أخبرنا أبو محمد (1) عبد الملك بن أحمد الفقاعي بالري:
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد (2) الإصطخري الأنصاري:
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أدران (3) الخياط بشيراز:
أخبرنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، وصي المأمون الخليفة:
أخبرنا أمير المؤمنين المأمون: أخبرنا أمير المؤمنين الرشيد: أخبرنا أمير المؤمنين المهدي:
أخبرنا أمير المؤمنين المنصور، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، قال:
سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الإسلام يقول: أما علي بن أبي طالب فسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: فيه ثلاث خصال لوددت أن لي واحدة منهن وكانت أحب إلي مما طلعت عليه الشمس.
وكنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة وجماعة من الصحابة، إذ ضرب النبي- عليه وآله السلام- يده على منكب علي (عليه السلام) فقال:
يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا وأول المسلمين إسلاما وأنت مني
Page 20
بمنزلة هارون من موسى (1) .
الحديث الثالث:
أخبرنا (2) أبو الفتوح سعد بن سعيد بن مسعود البزاز الحنيفي، من لفظه:
أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد العزيز بن إبراهيم الزعفراني:
أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن الحسن القاشاني:
أخبرنا أحمد بن علي بن إسحاق الفرضي إملاء: أخبرنا أبو العباس القلاس (3):
حدثنا يوسف بن إبراهيم بن يوسف البلخي، قدم علينا الري: حدثنا علي بن الخليل بن محمد:
حدثنا علي بن عيسي السرخسي، أو السنجري (4): أخبرنا العباس، إلى عكرمة، عن ابن عباس، عن عثمان بن عفان، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن مثل علي وفاطمة في
Page 21
هذه (1) الأمة كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تركها غرق (2) .
الحديث الرابع:
أخبرنا أبو العلاء زيد بن علي بن منصور بن علي الراوندي الأديب، قراءة عليه:
حدثنا القاضي أبو نصر أحمد بن محمد بن صاعد:
أخبرنا السيد أبو طالب حمزة [بن محمد] (3) بن عبد الله الجعفري، قراءة عليه:
أخبرنا أبو الحسين (4) عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي بدمشق، قراءة عليه:
حدثنا محمد بن جعفر بن ملاس النميري (5) حدثنا محمد بن عمرو السوسي:
حدثنا أسباط بن محمد، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، عن علي (عليه السلام) قال: انطلقت أنا ورسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أتينا الكعبة، فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله):
اجلس لي فصعد على منكبي.
Page 22
فذهبت أنهض به فرأى ضعفي فنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجلس لي وقال:
اصعد على منكبي فصعدت فنهض بي وإنه قد تخيل لي أني لو شئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفر أو نحاس فجعلت أزيله عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه حتى إذا استمكنت منه قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله):
اقذفه فقذفته، فتكسر كما تنكسر القوارير، فنزلت فانطلقت أنا ورسول الله (صلى الله عليه وآله) نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد منهم (1) .
الحديث الخامس:
أخبرنا أبو النجيب سعيد (2) بن محمد بن أبي بكر الحمامي، بقراءتي عليه:
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي حازم الركاب:
أخبرنا أبو معمر جعفر بن علي الوزان (3) حيلولة:
Page 23
وأخبرنا أبو سعد (1) عبد الرحمن بن أبي القاسم الحصيري، قراءة عليه:
حدثنا القاضي أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني، قالا :
أخبرنا أبو الحسن علي بن شجاع بن محمد المصقلي الحافظ:
أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن الحسين بن جرير الدمشقي (2) بها قراءة عليه في داره:
حدثنا محمد بن علي بن دحيم: حدثنا أحمد بن حازم الغفاري:
حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، حدثنا سهل بن شعيب:
حدثنا عبيد الله بن عبد الله الكندي (3) حليف لبني أمية من أهل المدينة قال :
حج معاوية بن أبي سفيان، فأتى [المدينة]، مجلس [فجلس] في حلقة فجلس [بين] (4) عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب، فضرب بيده على فخذ ابن عباس ثم قال: أنا كنت أحق وأولى بالأمر من ابن عمك.
فقال ابن عباس: ولم؟ قال: لأني ابن عم الخليفة المظلوم المقتول ظلما قال ابن عباس- وضرب بيده على فخذ ابن عمر-: هذا إذا أولى بالأمر منك، لأن أبا هذا قتل قبل ابن عمك. قال: فانصاع، أو كلمه نحو هذا.
ثم إن معاوية أقبل على سعد بن أبي وقاص وكان حاضرا أيضا فقال: وأنت يا سعد الذي لم تعرف حقنا من باطل غيرنا، فتكون معنا أو علينا؟
قال سعد: إني لما رأيت الظلمة قد غشيت الأرض قلت: هبج [هيخ] (5) فأنخته
Page 24