292

Al-arbaʿūn ḥadīthan

الاربعون حديثا

Genres

من فلان كذا وابتلى بكذا ، بل يقول جرى لصاحبنا او صديقنا كذا ، تاب الله عليه وعلينا ، يظهر الدعاء له والتألم والصداقة والصحبة والله مطلع على خبث سريرته وفساد ضميره ، وهو بجهله لا يدري انه قد تعرض لمقت اعظم مما يتعرض له الجهال اذا جاهروا بالغيبة .

ومن أقسامها الخفية الاصغاء الى الغيبة على سبيل التعجب فإنه انما يظهر التعجب ليزيد نشاط المغتاب في الغيبة ، فيزيد فيها ، فكأنه يستخرج منه الغيبة بهذا الطريق فيقول عجبت مما ذكرته ما كنت أعلم بذلك إلى الآن ما كنت اعرف من فلان ذلك ، يريد بذلك تصديق المغتاب ، واستدعاء الزيادة منه باللطف والتصديق لها غيبة ، بل الاصغاء اليها ، بل السكوت عند سماعها» . انتهى كلامه رفع مقامه (1) .

وأحيانا تضاف عناوين أخرى على عنوان الغيبة ايضا فيبعث على ازدياد الفساد والقبح والعقاب . مثل ان يثني المستغيب امامه ويعرب له عن حبه له . ويكون هذا من مراتب النفاق ويعد من ذوي اللسانين والوجهين . والروايات تذم مثل هذا الانسان .

ففي الكافي الشريف بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال : «من لقي المسلمين بوجهين ولسانين جاء يوم القيامة وله لسانان من نار» (2) .

هذه هي صورة هذا العمل القبيح ونتيجة هذا النفاق في عالم الآخرة . أعوذ بالله من شر لساني ونفسي الأمارة . والحمد لله أولا وآخرا .

Page 296