Arbacin Mughniyya
كتاب الأربعين المغنية بعيون فنونها عن المعين
Genres
((ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون))، فقيل: أمر سعد على العراق فقتل قوما على الردة، فأضر بهم، واستتاب آخرين فانتفعوا)).
334- ومثل هذا قوله صلى الله عليه وسلم لما جهز جيش مؤتة: ((أميركم زيد بن حارثة، فإن قتل فجعفر بن أبي طالب، فإن قتل فعبد الله بن رواحة))، فقتل الثلاثة رضي الله عنهم على هذا الترتيب.
335- ومثل ذلك لا ينحصر من معجزاته صلى الله عليه وسلم .
336- أخبرتنا الشيخة الصالحة أم محمد ست القضاة بنت يحيى بن أحمد ابن محمد بن هبة الله ابن الشيرازي بقراءتي عليها قالت: أخبرتنا أم الفضل كريمة بنت عبد الوهاب بن علي بن الخضر القرشية سماعا عليها قالت: أنبأنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى الصوفي، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله الفضيلي، أنا عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح، ثنا محمد بن عقيل البلخي، ثنا الحسن بن أبي الربيع، أنا عبد الرزاق، أنا جعفر -يعني ابن سليمان- عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال: ((اشتكى سلمان فعاده سعد -يعني الفارسي- وابن أبي وقاص رضي الله عنهما - فرآه يبكي فقال له ما يبكيك يا أخي، ألست قد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألست، ألست، فقال سلمان: واحدة من اثنتين ما أبكاني ضنا بالدنيا ولا كراهية الآخرة، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهدا فما أراني إلا قد تعديت. قال: وما عهد إليك؟ قال: عهد إلينا أنه يكفي أحدكم مثل زاد الراكب، ولا أراني إلا قد تعديت، وأما أنت يا سعد فاتق الله عند حكمك إذا حكمت ، وعند قسمك إذا قسمت، وعند همك إذا هممت، قال ثابت: فبلغني أنه -يعني سلمان رضي الله عنه- ما ترك إلا سبعة عشر درهما مع نفيقة كانت عنده)).
Page 391