Arbacin Mughniyya
كتاب الأربعين المغنية بعيون فنونها عن المعين
Genres
711- وأما النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: فتصديقه على الرسالة، والإيمان بجميع ما جاء به، وبذل الطاعة له فيما أمر به ونهى عنه، ومؤازرته ونصرته وحمايته حيا وميتا، وإحياء سنته بالطلب لها والذب عنها ونشرها، وإثارة علومها والتفقه في معانيها، والدعاء إليها، والتلطف في تعلمها وتعليمها، وإجلال أهلها، والتخلق بأخلاقه الكريمة، وآدابه الجميلة، ومحبة أهل بيته وأصحابه، ومجانبة من ابتدع في سنته أو تعرض لأحد من أصحابه.
712- وأما النصيحة لأئمة المسلمين: فمعاونتهم على الحق، وطاعتهم فيه وأمرهم به، وتنبيههم وتذكيرهم برفق، وإعلامهم بما غفلوا عنه، وترك الخروج عليهم، والصلاة خلفهم، والجهاد معهم، وأداء الصدقة إليهم، وأن لا يغروا بالثناء الكاذب عليهم، وأن يدعى لهم بالصلاح.
713- وهذا على أن المراد بأئمة المسلمين الولاة عليهم، وهو الذي فهمه جمهور العلماء من الحديث، ويحتمل أن يكون المراد به الأئمة الذين هم علماء الدين، كما قال جماعة من المفسرين في قوله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، أن المراد بأولي الأمر العلماء، فتكون نصيحتهم في قبول ما رووه، وتقليدهم في الأحكام لمن ليست له أهلية الاجتهاد، وإحسان الظن.
714- ويمكن حمل أئمة المسلمين على المجموع من الأمراء والعلماء بناء على القول بحمل المشترك على معنييه.
715- وأما نصيحة عامة المسلمين -وهم من عدا ولاة الأمر والعلماء على هذا الاحتمال-: فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم، وكف الأذى عنهم، وستر عوراتهم، وسد خلاتهم، ودفع المضار عنهم، وجلب المنافع لهم، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص، والشفقة عليهم، وتنبيه غافلهم، وتبصير جاهلهم، ورفد محتاجهم، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم، وتخولهم بالموعظة الحسنة، وترك غشهم وحسدهم، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لها.
Page 495