88

Aqzam Jababira

أقزام جبابرة

Genres

ثم ينفخ كالثور ويقول: أوف، ما أثقل البشر! خنقوني يا عمي، صدقني إذا قلت لك: لا أرتاح دقيقة، من بيت وزير إلى بيت مدير، ومن عند رئيس إلى محافظ، من دائرة إلى دائرة، ومن محكمة إلى محكمة، وفوق التعب تدفع من كيسك، كلت

10

يميني يا إنسان.

ثم يتنهد ويجاوب عنك: المسألة بسيطة، من لا يحس مع الناس لا يكون من الناس، إنما مصيبتك فيهم أنك إذا قصرت عن مسألة قامت قيامتهم، أأنا رب العز حتى أعمل كل شيء؟

وتغتر بهذا الكلام فتكشف له عن وجهك وتفضح نفسك عنده، فيقبل عليك ببطنه المندلق،

11

وقوائمه القصار ويقول: يا مرحبا بك، قضيتك عند سعادته؛ أي عند القاعد على نار. الآن هو في بيته، رخص لي، أين ألاقيك الصبح؟ في القهوة؟ انتظرني هناك.

وهكذا يمد لك السفرة على الطريق ، فيربح المعركة الثانية، وفي الغد يربح الثالثة.

يصبحك بقصة ملفقة: سعادة البيك - القاعد على نار - طلع إلى صوفر، ولكن التعب ما ضاع، سهر هيكل في بيت رفيع العماد، كثير الرماد، وصاحبه طويل النجاد ... هناك، لحسن حظك، التقى سيدة تقدم وتؤخر، ينام البيك على يدها، تزود منها بطاقة توصية تحرق العشب. ثم يريك ظرفا مخربش العنوان باسم جناب البيك، ويسألك كراء سيارة. وبعد أن تتدهور فلوسك في هوته يودعك: فلا تؤاخذنا يا شيخ. ويلتفت بعد ابتعاد خطوات ملوحا بسبحته قائلا بابتسام: ادع لنا بالتوفيق.

وإذا أعرض عن هيكل ذو حاجة أو استخف به، بث حوله وسطاءه وسماسرته فقالوا له: هيكل رجل داهية، عفريت، الدنيا وسائط، لا توكل أحدا. ثم يعددون له ما حل من مشاكل كبار عدا الصغار، أصحابها إما موتى، وإما غائبون، أو مجهولون.

Unknown page