10
يدخل البيت لابسا وجه النمر، فتحاول أن تكسر شراسته بابتسامة ناعمة، فيزداد عتوا
11
ولا يرد المساء، وإذا استوضحته عن أمر فجوابه نبرات عنيفة، أو سكوت مؤلم.
وضع النير والجراب في مكانهما وأخذ الفانوس فرأى فتيلته، التي سب لأجلها أمس، ممروتة ناعمة نظيفة كأنها خصلة حرير تلفح النار لفحا. لم يجد مجال القول ذا سعة ليقول، فأخذ الفانوس بيد والسل بيد، ومضى إلى القبو يفتش عن سبب آخر. رأى الدجاجات دخلت التبان
12
وذرت التبن، فطفق يعر ويهر.
13
لا يستطيع أن يلوم زوجته؛ لأنه هو الذي ترك باب القبو مفتوحا، ففكر فاهتدى ... أليس على المرأة أن تكون متنبهة دائما؟ فأشغال الرجل كثيرة، وعلى هذا البناء هاج بحره. ورأى جبرايل أن «خالته» لا تستحق هذا الشتم والسب فتنطح، ولكن والده ألقمه مما تعود أن يطعمه إياه عند دخوله شخصا ثالثا، فسكت.
وبعد دقائق معدودات ذهبت غيمة شباط فعاد لحود كأحسن ما يكون الرجال، رقيق الجانب، دمث الأخلاق، يخاطب فروسينا بيا أم جبرايل، ويا بنت عمي. ثم انتهى العشاء على خير.
Unknown page