سموها ست الإخوة لأنها أخت سبعة، كان لها عمة تدللها وترعاها بمقامهم جميعا، وكلما خطرت أمامها رافقتها بنظرة كلها محبة وقالت: سبحان الخالق، كأنها أنا!
وبلغت ست الإخوة أجلها فتهافت الشباب عليها، وقعد لهم ذوو قرابتها بالمرصاد، فقد جرت العادة على أن يكون أمر البنت شورى بينهم ... تألب عليها بنو عمها، وإخوتها، وأعمامها، وأخوالها، وأمها العنيدة، حتى والدها المفلوج؛ ليزوجوها شابا دميما،
5
ولكنه منسوب العم والخال، كثير المال ... كان لكل منهم مأرب إلا أمها التي ذاقت طعم القلة فتمنت البحبوحة لبنتها، بعدما علمها الدهر أن الحب ماض والثروة باقية.
وبعد طوفان من النصائح الثمينة، قالت الأم لبنتها تسهيلا لأمر هذا الزواج، وفكا لهذه المشكلة: عودي نفسك عليه.
فضحكت ست الإخوة وقالت: أهو أكلة يا أمي؟
فأجابتها: أي نعم، كل شيء عادة.
وجربت ذلك ست الإخوة فوجدت مرشح أهلها قريبا أكره منه بعيدا.
أما عمتها التي تحبها فكانت تنفض طوقها كلما استشارتها وتجيبها: أنت حرة، من يغصبك عليه؟!
ولما أطبقت الكماشة فكيها على ست الإخوة كانت تقف عمتها ست البيت حيالها، وتهم بالكلام ثم تنثني، وكثيرا ما كانت تدنو منها فتضع يدها على كتفها، وترفع حاجبيها وتكاد تنطق، ثم تعدل ولا تقول شيئا. وإذا كانت ست الإخوة قاعدة وضعت عمتها يديها على خصرها وانحنت نحوها، ثم تستوي ولا تقول شيئا.
Unknown page