فتناظر الحاضرون متهللين، وقبله الخوري في جبهته قبلة رنانة، والتفت نحو الجمهور متحدثا إليهم بكل جوارحه ما عدا لسانه.
وانتصف الليل وما شعروا. وفيما هم يتسلون بأكل الزبيب والتين اليابس والجوز واللوز إذا بصراخ حاد: دخيلك يا معلمي، عجل يا خوري يوسف، بطرس حصل له عارض.
ألقت زوجة الشيخ بطرس كلمتها من الباب وعادت أدراجها وهي تطبطب:
18
هذا كله من تغضب الخوري ... الله يقصف عمر البخيل ... ساعة عمر مثل الأوادم تسوى الدنيا وما فيها، رجل دينه ومعبوده المال.
وسار الخوري مشمرا، فسبقها إلى البيت، رأى الشيخ بطرس قاعدا في فراشه يدعم رأسه بيديه التنتين، فتقدم منه جاسا نبضه، وقال: بسيطة يا شيخ!
فأجاب الشيخ: قصة حلم بشع، هذي وحلة وعظة النهار ...
فضحك الخوري وقال: مليح، فإذن زرت جهنم ورجعت، الحمد لله على السلامة.
فتضاحك الشيخ وأخرج من عبه مفتاحا أصفر معلقا بتكة المصر،
19
Unknown page