Aqbat Wa Muslimun
أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م
Genres
ولا نجد أي أثر لنشر التعليم حتى بعد إنشاء المستعمرات العربية في الدلتا بوقت طويل، ومن جهة أخرى، أنشأ العرب نظاما للضرائب، ولكنهم لم يفكروا في تنظيم إدارة للحسابات في المدينة المنورة.
ثم بينما كان بناء الكنائس محظورا في المدن التي أنشأها العرب، سمح عبد العزيز بن مروان ببناء كنيسة في حلوان، ويعلل هذا التساهل بوجود بعض النصارى الملكيين في خدمة الوالي،
10
ولم تختلف سياسة الخليفة المأمون عند إقامته بمصر، واستخدم النصارى الذين التمسوا منه تشييد كنيسة بالقرب من قبة الهواء، فسمح لهم بذلك.
11
ويروي الأسقف ساويرس بن المقفع أنه لما هبط مستوى النيل سنة 136ه «752م»، قام المسلمون يتضرعون في صلاتهم إلى الله أن يزيد في مياه النهر حتى تفيض، ثم تبعهم اليهود، ولكن بدون جدوى، ولم تحدث المعجزة إلا عندما بدأ النصارى في الصلاة، فقرر باعون، نائب الوالي، أن يكافئهم، فخفض الجزية وأمنهم على حياتهم وأملاكهم في القطر المصري كله.
12
ويحمل بنا أن نقيم الدليل، بضرب مثل أخير، على سياسة الحكام العرب الإرتجالية وعلى اتخاذهم القرارات المتناقضة، ففي عام 169ه «785م» أمر الوالي علي بن سليمان بهدم الكنائس المحدثة بمصر وبذل له خمسين ألف دينار مقابل تركها قائمة فامتنع،
13
بينما صرح موسى بن عيسى الذي خلفه سنة 171ه «787م»، بإعادة تشييد الكنائس لاعتبارات مادية بحتة، ولم يقدم على هذا إلا بعد أن سأل الفقهاء رأيهم في هذه المشكلة، فأفتوا بأن الكنائس هي «من عمارة البلاد»،
Unknown page