70

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Publisher

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genres

«لا يمنعن أحدَكم مخافةُ الناس -وفي رواية هيبةُ الناس- أو بَشَرٍ، أن يتكلم بالحق، إذا علمه أو شهده أو سمعه». (١) وجاءت النصوص مشددة على قول الحق في مقام الحكم بين الناس. ﴿وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقًا لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللهُ ...﴾ الآية. [المائدة: ٤٨] ولما أراد أسامة بن زيد أن يشفع في المخزومية التي سرقت، غضب رسول الله ﷺ غضبًا شديدًا، وقال له: «أتشفع في حد من حدود الله»، ثم قال ﵊: «إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» (٢). ولا يخفى على عاقل ما في نصر الحق، ودحض الباطل من خير عميم للبلاد، ومصالح عظيمة للعباد، ولذلك سارعت تلك الأمم على اختلاف ألوانها .. وتنوع أصولها .. إلى الدخول في الإسلام. تاركةً الباطل الذي عشعش في عقائدهم، وتحكم في عباداتهم، وسيطر على عاداتهم، مجافيةً سلاطين السوء، وحكام الجور، الذين تحكموا فيهم على مدى قرون، هاجرةً دجاجلة من كهنة ورجال دين، أفسدوا عليهم دينهم، فظهر الحق مستعليًا على باطل الشرك، كعبادة غير الله، من سؤال

(١) حديث صحيح، أخرجه أحمد (٣/ ٤٦ - ٨٤)، وابن ماجه (٤٠٠٧)، والترمذي (٢١٩١) مطولًا، وغيرهم، وذكره شيخنا الألباني - تعالى- في الصحيحة رقم (١٦٨)، وله ألفاظ متقاربة. (٢) رواه البخاري (٣٤٧٥)، ومسلم (١٦٨٨).

1 / 72