225

Manhaj al-daʿwa fī ḍawʾ al-wāqiʿ al-muʿāṣir

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Publisher

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genres

لأن تعليق ما يصيب المسلمين من كوارث بعدوهم فحسب، له خطورته الكبيرة على تفكير المسلمين، فضلًا عن مخالفته لهدي القرآن الكريم في أن ما يصيب المسلمين إنما هو بما كسبت أيديهم، قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى: ٣٠]، وقال سبحانه: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [آل عمران: ١٦٥].
الشتم لا يصد عدوًا ولا يعالج مسلمًا:
وبعض الدعاة يلجأ إلى الشتم واللعن والصراخ، ظنًا منه أن هذا يحمل المسلمين على التصدي للعدو، أو يردع العدو، غافلًا عن أن هذا لا ينكأ عدوًا، ولا يصلح مسلمًا.
والخلاصة: أن هذه قضية منهجية جديرة بالتأمل والتبني من قبل الدعاة، وتتلخص هذه المنهجية بما يلي:
الأولى: الاهتمام بالمسلم قبل لقاء العدو تربية وإعدادًا، وبعد لقائه - ـ ــ إن انتصر المسلم ــ شكرًا لله وعرفانًا، وإن لم ينتصر .. فموعظة واعتبارًا ومراجعة للنفس وإصلاحًا.
الثانية: تعليق كل ما يحصل بالمسلم من كوارث كونية، أو هزائم، أو مصائب، بنفسه وذنبه.
الثالثة: عدم تبرئة الكافرين من الخبث والكيد، والكلام عن هذا على سبيل الإجمال.

1 / 227