200

Manhaj al-daʿwa fī ḍawʾ al-wāqiʿ al-muʿāṣir

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Publisher

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genres

هذه هي المحاور التي يجب على الداعية الاهتمام بها .. والإعراض عن مضاداتها.
فإن مهمته الأساسية معرفة حال المدعو .. لا معرفة حكمه، كي يرتب أوراقه ويوجه خطابه.
ولمّا لم يكن من مهمة الداعية الحكم على المدعوين، كان عليه إثم في حكمه، وكان ذلك أكبر إذا أخطأ. ﴿... فَإِنّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ﴾ [الرعد: ٤٠].
ومن أفضل ما يُسطر هاهنا -نصيحةً للدعاة- القواعد التالية:
الأولى: إذا حكمْتَ سُئِلْتَ، وإذا تَعلّمتَ هُديتَ، وإذا دعوْتَ أجرتَ.
أي: إذا حكمت -أيّ حكم- على أي إنسان، فسوف تُسأل بين يدي الله ﷿ عن حُكمِك.
وأما إذا تعلّمتَ فسوف تهتدي .. وإذا دعوتَ فسوف تُؤجر - بالشروط الدعوية - فشتَّان بين المساءلة بين يدي الله ﷿، وبين الأجر العظيم.
القاعدة الثانية: نُصحّح ولا نُجرّح.
ينبغي على الداعية أن ينصب همه على تصحيح الأخطاء ومعالجتها .. لا على تجريح الأعيان والتشهير بهم .. وبخاصة إذا كانوا علماء عاملين، أو حكامًا مسلمين، فإن تجريحهم وإن أخطأوا مفض إلى مفاسد عظيمة، وفتن كبيرة، ومشغل عن الأساس (١).
وليكن شعار الداعية:

(١) بعض الناس يظن أن النهي عن التجريح نهي عن النصح، فيرغي ويزبد، ولو أخلص وفهم؛ لما اعترض، فالمنع من التجريح .. لا يعني المنع من النصح.

1 / 202