120

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Publisher

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genres

ولا شيء يساعد في نشر الدعوة، وتوسيع رقعتها، كالاختلاط بالناس، ومعرفة أحوالهم، والوقوف مع متطلباتهم، ومدارسة مشكلاتهم.
لذلك قال رسول الله ﷺ: «المسلم الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم». (١)
وقد مضت سنة الأنبياء في تواضعهم، ومخالطتهم في معايشهم، وفتح أبوابهم، وتوسعة صدورهم.
ولنا في رسول الله ﷺ الأسوة الحسنة، فكان ﷺ يخالط أصحابه فيزوج عزبهم، ويعود مريضهم، ويتفقد أحوالهم، ويشيّع ميتهم، ويعين فقيرهم، بل كان يعود المريض من أعدائه فقد عاد رسول الله ﷺ ابنًا ليهودي ..، فعن أنس ﵁ قال: كان غلام يهودي يخدم النبي ﷺ فمرض، فأتاه النبي ﷺ يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: «أسلم»، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم ﷺ، فأسلم، فخرج النبي ﷺ وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه من النار». (٢)
وكانت الأَمَة تأخذ بيده بالمدينة فيطاوعها، فعن أنس بن مالك ﵁ قال: «إن كانت الأَمَة من أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله ﷺ، فتنطلق به في حاجتها». (٣)

(١) رواه أحمد (٢/ ٤٣) (رقم ٥٠٢٢)، والترمذي (٢٥٠٧)، وابن ماجه (٤٠٣٢) وقال الحافظ في الفتح (١٠/ ٥١٢): أخرجه ابن ماجه بسند حسن.
(٢) رواه البخاري (١٣٥٦، ٥٦٥٧).
(٣) رواه أحمد (٣/ ٩٨)، وابن ماجه (٤١٧٧)، وعلقه البخاري (٦٠٧٢) وانظر صحيح ابن ماجه (٣٣٦٧).

1 / 122