176

الا يكون إلا لمريد قد قارب مقام الشيخ فى الادب والانقياد حتى كان الشيخ محى الدين ين العربى يقول : إذا صدق المريد مع الشيخ كان كل ه س هما تلميذأ لصاحبه من وجه وشيخا له من وجه ، قال ويتشيخ إذا مات الميد قبل وصوله إلى المقام الذى كان عينه له أن ينزل إلى مرتبة المريد اويعمل عليه حتى يصل إليه ، فإذا وصل إلى ذلك المقام خلعه على المريد ف قبره فيكمله به ، فيبعث من قبره كاملا ، والحمد لله رب العالمين ومن شأنه أن لا يكون عنده دلال على الشيخ خوفا أن يأمره بأدب قلا يمتثل أمره ، فإن ذلك من علامة عدم إفلاحه ، بل من شأن المريد الصادق أن يجهد على أن يكون جلوسه على باب الشيخ رجاء أن يقع اصر الشيخ عليه كلما خرج ، فربما يغمره بنظره إليه أكثر من مجاهدته فياسعادة من كانت خلوته تجاه باب الشيخ اومن شأنه إذا تعذر عليه الفتح أن يقيم العذر لشيخه ، ويجعل اللوم اعلى نفسه دون شيخه ، ويقول : النقص منى ، وقد قال تعالى اسيد المرسلين : انك لا تهدى من أحببت ، فإذا كان سيد المرسلين بهذه المثابة فكيف شيخى؟ فإن الله غالب على أمره ، ولم يزل أهل كل عصر يعترفون بالقصور عن مقام من تقدمهم من أسلافهم .

وقد قال القشيرى في آول رسالته التى أملاها فى سنة سبع وثلاثين وأربعمائة: إعلموا أيها الإخوان أن المتحققين من هذه الطائفة قد انقرض أكثرهم اولم يبق فى زماننا هذا من هذه الطريقة إلا آثارهم ، ثم أنشد : أاما الخيام فإنها نحيامهم وأرى نساء الحى غير نسائهم !1 م قال : حصلت الفترة فى الطريقة ، لا ، بل اندرست الطرية (12)

Unknown page