138

Anwar Nabi

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

Genres

بعض الجبال فإذا أنا بجماعة زمنى، وعميانا، ومرضى، فسألت عن حالهم، فقالوا: هاهنا رجل يخرج في السنة مرة فيدعوهم، فيجدون الشفاء، فقفوت أثره، وتعلقت به، وقلت:

بي علة باطنية فما دوائها؟ فقال: يا سري، خل عني؛ فإنه غيور لا يراك تساكن غيره، فتسقط من عينه.

وكذلك الحكاية المشهورة عن البنت الزمنة التي قالت: يا رب أسألك بحرمة ضيفنا أن تعافيني. فقامت تمشي في الليل، فلما رأى ذلك أهلها طلبوا الضيف وكان صبيا حمالا في السوق، بات عندهم فلم يجدوه والأبواب على حالها مغلقة.

وروي مسندا في كتاب مناقب الشيخ عبد القادر الكيلاني: أنه جاءه فضل الله بن إسماعيل البغدادي التاجر فقال له: يا سيدي قال جدك (صلى الله عليه وسلم): من دعي فليجب، وقد دعوتك إلى منزلي، فقال: إن أذن لي جئت، ثم أطرق مليا، ثم قال: نعم، فركب بغلته، وكان عنده شيخان من الشيوخ الكبار فأخذ أحدهما بركابه الأيمن والآخر بركابه الأيسر حتى أتوا إلى داره فإذا فيها مشايخ بغداد وعلماؤها وأعيانها ومد سماط فيه من كل حلو وحامض، وأتي بسلة كبيرة مختومة يحملها اثنان، ووضعت في آخر السماط، وقال فضل الله: بسم الله، والشيخ مطرق فما أكل أحد ولا أذن في الأكل لأحد وأهل المجلس كأن على رءوسهم الطير من هيبته، فأشار إلى الشيخين الذين جاءا معه: أن قدما لي تلك السلة. فقاما وحملاها حتى وضعاها بين يديه، وأمرهما ففتحاها فإذا فيها ولد للذي دعاهم أكمه مقعد مجذوم ومفلوج.

فقال له الشيخ: قم بإذن الله تعالى معافى. فإذا الصبي يعدو وهو بصير ولا عاهة به، فضج الحاضرون وخرج الشيخ في غلبات الناس ولم يأكل شيئا.

قال الراوي: وهو أحد الشيخين المذكورين، فأتاه بعد ذلك جمع من الرافدة بقفتين مخيطتين، وقالوا له: قل لنا ما فى هاتين القفتين، فنزل من الكرسي الذي يتكلم عليه ووضع يده على إحداهما، وقال: في هذه صبي مقعد وأمر بفتحها فإذا فيها صبي، فأمسك بيده، وقال له: قم بإذن الله تعالى.

فقام يعدو، ووضع يده على الأخرى، وقال: فى هذه صبي لا عاهة به، وأمر بفتحها،

Page 205