Anwar Nabi
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Genres
ومن ذلك: ما اشتهر عن كثير من الفقهاء وغيرهم: أن الكعبة المعظمة شوهدت تطوف بجماعة من الأولياء في أوقات في أمكنة غير مكانها، ومعلوم أنها في مكانها لم تفارقه في تلك الأوقات، فعلم من هذا أن وراء طور العقل طورا آخر.
ومن ذلك: الشيخ قضيب البان حين شوهد وقد صلى أربع ركعات في أربع صور، فلما أسلم الإمام ضحك في وجه الفقيه الذي بجنبه، وقال له: أي الأربعة الذي صلى معكم هذه الصلاة.
وقيل: إنما سمي الأبدال أبدالا؛ لأنهم إذا غابوا يبدل في مكانهم صور روحانية تخلفهم، وهذا أحد القولين في سبب تسميتهم أبدالا.
ونؤيد ما ذكرناه عن الشيخ سهل عن الولي الذي ستره بإحرامه وعن الشيخ مفرج وعن الشيخ قضيب البان ما روي بالإسناد الصحيح المتعدد برواية جماعة من الشيوخ:
إن الشيخ عبد القادر الكيلاني حضر في مجلسه أبو المعالي محمد بن أحمد البغدادي التاجر، فأخذته حقنة شديدة منعته من الحركة، وبلغت منه الجهد، فنظر إلى الشيخ عبد القادر نظر المستغيث، فنزل الشيخ مرقاة من الكرسي الذي يتكلم عليه، فظهر على تلك المرقاة رأس كرأس الآدمي، ثم نزل أخرى، فظهر كتفان وصدر، وما زال ينزل مرقاة مرقاة حتى تكملت على الكرسي صورة كصورته تتكلم على الناس بصوت مثل صوته، وكلام مثل كلامه، ولا يرى ذلك إلا هو ومن شاء الله من الحاضرين، وجاء يشق الناس حتى وقف عليه، وغطى رأسه بكمه.
وفي رواية: بمنديله، فإذا هو في صحراء متسعة فيها نهر عنده شجرة، فعلق فيها مفاتيح كانت في كمه، وأزال حقنته، وتوضأ من ذلك النهر، وصلى ركعتين، فلما سلم منها رفع الشيخ الغطاء عنه، فإذا هو في المجلس وأعضاؤه مبتلة بالماء ولا حقنة به، والشيخ على الكرسي يتكلم كأنه لم ينزل منه، وتفقد مفاتيحه فلم يجدها معه، ثم بعد مدة جهز قافلة إلى بلاد العجم، وساروا من بغداد أربعة عشر يوما، فنزلوا منزلا في برية فيها صحراء، فذهب فيها ليزيل حقنة به، فقال: ما أشبه هذه الصحراء بتلك الصحراء.
Page 201