129

Anwar Nabi

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

Genres

فلما فرغوا من الأكل جاء إنسان إلى الشيخ، وقال: يا سيدي، نذرت للفقراء كذا وكذا من الحب فأخذه الحرامية. وجاء آخر أيضا، وقال: نذرت للفقراء ثورا فنهب. فقال لهم الشيخ: قد وصل إلى الفقراء متاعهم.

وقال لصاحب الثور: تعرف ثورك إذا رأيت رأسه، قال: نعم.

فأمر الفقراء بإحضاره، فلما رآه قال هذا رأس ثوري بعينه، فبقي الفقهاء يضربون يدا على يد ندما على ترك مرافقة الفقراء.

ومن اطلاع الله تعالى لهم على ما يشاء في الحوادث قبل وقوعها:

ما روي سندا في كتاب مناقب الشيخ عبد القادر: قال بعض أصحابه:

كنت أشتغل على سيدي الشيخ محيي الدين عبد القادر الكيلاني، وكنت أسهر أكثر الليل أترقب حاجته، فخرج من داره ليلة، فناولته إبريقا فلم يأخذه، وقصد باب المدرسة، فانفتح له الباب، فخرج وخرجت خلفه، ومشى إلى أن قرب من باب بغداد، فانفتح له الباب، فخرج وخرجت معه ثم عاد الباب مغلقا، ومشى غير بعيد، فإذا نحن في بلد لا أعرفه، فدخل فيه مكانا شبيها بالرباط، وإذا فيه ستة نفر فبادروا إلى السلام عليه، والتجأت إلى سارية هناك، وسمعت من جانب ذلك المكان أنينا فلم نلبث إلا يسيرا حتى سكت الأنين.

ودخل رجل وذهب إلى الجهة التي سمعت منها الأنين، ثم خرج يحمل شخصا على عاتقه، ودخل آخر مكشوف الرأس طويل شعر الشارب، وجلس بين يدي الشيخ فأخذ عليه الشهادتين، وقص شعر رأسه وشاربه وألبسه طاقية، وسماه محمدا، وقال لأولئك النفر: قد أمرت أن يكون هذا بدلا عن الميت.

فقالوا: سمعا وطاعة. ثم خرج الشيخ وتركهم وخرجت خلفه، ومشينا غير بعيد، وإذا نحن عند باب بغداد، فانفتح كأول مرة، ثم أتى إلى المدرسة، فانفتح بابها أيضا، ودخل داره، فلما كان الغد جلست بين يديه أقرأ على عادتي فلم أستطع من هيبته، فقال لي: أي بني اقرأ ولا عليك.

Page 196