Anwar Nabi
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Genres
وقال إمام الحرمين في كتابه «الإرشاد»: ما صار إليه أهل الحق انخراق العادات للأولياء.
ثم قال: وإن الكرامة والمعجزة ليس بينهما فرق إلا وقوع المعجزة على حسب دعوى النبوة والكرامة دون ادعاء النبوة.
وقال الإمام فخر الدين الرازي في كتابه «المحصل»: ثم تتميز الكرامة من المعجزة بتحدي النبوة.
وقال الإمام ناصر الدين البيضاوي في كتابه «المصباح»: الكرامات جائزة خلافا للمعتزلة والأستاذ، وتتميز عن المعجزة بعدم التحدي.
وقال الإمام عبد الله بن أسعد اليافعي في كتابه «نشر المحاسن»: ظهور الكرامات للأولياء جائز عقلا، وواقع نقلا، أما جوازه في العقل فلأنه ليس مستحيل في قدرة الله تعالى بل هو من قبيل الممكنات كظهور معجزات الأنبياء، هذا مذهب أهل السنة من المشايخ العارفين، والنطقاء الأصوليين، والفقهاء، والمحدثين، وتصانيفهم ناطقة بذلك شرقا وغربا عجما وعربا، وأما وقوع ذلك بالنقل فقد جاء في القرآن والأخبار والآثار بالإسناد ما يخرج عن الحصر والتعداد، فمن ذلك في القرآن ما أخبر الله تعالى عن مريم (عليها السلام) بقوله تعالى: كلما دخل عليها زكريا المحراب [آل عمران: 37]، وكان يجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، هكذا جاء في التفسير، وكذلك ما أخبر الله تعالى من إلهام أم موسى (عليه السلام) في أمره ما هو معروف، وكذلك ما أخبر الله تعالى من العجائب عن الخضر مع موسى (عليهما السلام)، وكذلك قصة أصحاب الكهف والأعاجيب التي ظهرت عليهم من كلام الكلب معهم وغير ذلك، وكذلك قصة آصف بن برخيا مع سليمان (عليه السلام) في عرش بلقيس في قوله تعالى: قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك [النمل: 40].
ومن ذلك في الأخبار حديث جريح الراهب الذي كلمه الطفل في المهد، وهو حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم.
وحديث الغار الذي انطبقت عليهم الصخرة، ثم انفرجت عنهم، وهو أيضا حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم.
Page 183