175

Anulutiqa al-ula

أنولوطيقا الأولا

Genres

على هذا النحو من القول لتقسم العلامة. فالمسمى من هذه العلامات بالحقيقة علامة ما كان من الأطراف. وأما ما كان من الواسطة فيسمى تقمريون، وهو الذى فى الشكل الأول، وهو أحمد العلامات وأصدقها. وأما الفراسة فهى ممكنة عند من سلم أن الآلام الطبيعية تحيل البدن والنفس معا، لأنه إن تعلم أحد صناعة اللحون، فإن نفسه تتغير بعض التغير، و〈لكنها〉 ليست من الآلام الطبيعية لأنها لا تغير البدن؛ فالطبيعية هى التعب والشهوة، فإنهما من الحركات التى بالطبع. فإن سلم ذلك أحد وكان واحد أو آخر علامة وقدرنا أن نأخذ لكل نوع ألما خاصا وعلامة، فإنه يمكننا أن نستعمل الفراسة. فإنه قد توجد فى بعض الأنواع آلام خاصة كالشجاعة فى الأسد، فإنه يجب ضرورة أن تكون لذلك علامة فى البدن، لأنه كان 〈موضوعا أن البدن والنفس يألمان〉 معا فلتكن العلامة عظم الأطراف العالية 〈وهذا يمكن أن يوجب فى بعضها 〉 غير أنه لا يمكن فى كلها، لأن العلامة على هذه الجهة 〈التى بيناها تكون خاصة، لأن الألم〉 خاص للنوع كله، ولكن ليس هو له فقط، كما اعتدنا أن نقول عن الخاصة، لأنه قد توجد فى نوع آخر: وذلك أن الإنسان شجاع وغيره من الحيوان، إلا أن الشجاعة ليست فى كلها. فتكون الشجاعة إذن علامة لأنه 〈كان موضوعا〉 أن واحدا لواحد علامة. فإن كان ذلك هكذا وأمكننا أن نجمع مثل هذه العلامات فى الحيوان التى فيها ألم واحد خاص، ولكل واحد منها علامة، فإنه يمكننا لذلك أن نستعمل الفراسة. فإن كانت له خاصتان: مثل أن الأسد شجاع وجواد من جهة، فإنا نعلم أى علامة على أى ألم تدل من العلامات التى توجد فى واحد واحد خاصة من الحيوان؛ وكذلك إن كانتا جميعا فى نوع آخر، لا كله. وأيضا إن لم يكونا كلتاهما فى النوع إذا كانت إحداهما فيه والأخرى غير موجودة فيه، لأنه إن كان شجاعا ولم يكن سخيا فإن علامة الشجاعة فيه هى العلامة الدالة على الشجاعة فى الأسد. فالفراسة تكون إذا رجعت الواسطة التى فى الشكل الأول على الطرف الأكبر، وكانت فاضلة على الطرف الأصغر إذ يكون غير راجع عليها: مثال ذلك أن تكون ا شجاعة، و ٮ عظم الأطراف العالية، و ح أسد — ف ٮ موجودة فى كل ح وفى غيرها؛ و ا موجودة فى كل ٮ لا فى أكثر منها، ولكن ٮ راجعة على 〈ا〉: فإن لم يكن ذلك هكذا، فإنه ليس يكون واحد لواحد علامة.

][تمت المقالة الثانية من كتاب القياس، والحمد لله على إنعامه. نقلت من نسخة بخط الحسن بن سوار 〈عن نسخة〉 يحيى بن عدى؛ التى يخطه .〈...〉

Page 306