233

Ansab al-asraf

أنساب الأشراف

Investigator

سهيل زكار ورياض الزركلي

Publisher

دار الفكر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

Publisher Location

بيروت

وحدثنى أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حُصِرْنَا فِي الشِّعْبِ ثَلاثَ سِنِينَ، وَقَطَعُوا عَنَّا الْمِيرَةَ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَخْرُجُ بِالنَّفَقَةِ فَمَا يُبَاعُ [١] شَيْئًا، حَتَّى مَاتَ مِنَّا قَوْمٌ. ٥٥٨- قالوا: ولما رد النجاشي عمرا وعبد الله بن أبي ربيعة المخزومي إلى قريش بغير ما أرادوا، وحقق قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وصدقه وأسلم، أزدادوا على من بالشعب غيظا وحنقا. فأجمعوا على أن (ى) كتبوا كتابا على بني هاشم وبني المطلب ابني عبد مناف أن لا يناكحوهم، ولا يبايعوهم، ولا يخالطوهم في شيء، ولا يكلموهم [٢] . وعلقوا الصحيفة التي كتبوا ذلك فيها في الكعبة، وقطعوا عنهم المادة والميرة. فكانوا لا يخرجون من الشعب في الثلاث سنين التي كانوا فيها بالشعب إلا من موسم إلى موسم، حتى بلغهم الجهد، وتضاغى صبيانهم فسمع ضغاؤهم من وراء الشعب. وكان من قريش من يكره ما ركبوا به ونيل منهم. ثم إن الله ﵎ سلط على صحيفتهم التي كتبوها الأرضة، فلم تدع إلا «باسمك اللهم فاغفر» . فأخبر الله ﷿ بذلك رسوله ﷺ. فأخبر رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَبَا طالب. فقال أبو طالب: والله ما يدخل علينا أحد، فمن [٣] أخبرك بهذا؟ قال: [ربي، وهو الصادق يا عم.] قال: أشهد أنك لا تقول إلا حقا. فخرج أبو طالب في جماعة من رهطه، حتى وقف على قريش، فقال: ادعوا بصحيفتكم التي كتبتموها علينا. فخرجوا سراعا ليأتوا بها، وهم يظنون أن ذلك لأمر يوافقهم. فوجدوها كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. فقويت نفس أبي طالب واشتد صوته. وقال المشركون: إنما تأتونا بالسحر والبهتان. ويقال: إنهم نكسوا/ ١٠٩/ رءوسهم، فقال أبو طالب: قد تبين لكم أنكم أولى بالظلم والقطيعة والإساءة.

[١] كذا في الأصل. لعله: «يباع منه»، أو «يبتاع» . [٢] خ: تكلموهم. [٣] خ: بمن.

1 / 234