311

Unmūdhaj jalīl fī asʾila wa-ajwiba ʿan gharāʾib āy al-tanzīl

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Editor

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Publisher

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Edition

الأولى،١٤١٣ هـ

Publication Year

١٩٩١ م

Publisher Location

الرياض

سورة مريم ﵍
* * *
فإن قيل: النداء الصوت والصياح يقال ناداه نداء أي صاح به، فكيف وصفه تعالى بكونه خفيًا؟
قلنا: النداء هنا الدعاء، وإنما أخفاه ليكون أقرب إلى الإخلاص، أو لئلا يلام على طلب الولد بعد الشيخوخة، أو لئلا يعاديه بنو عمه ويقولوا لو كره أن نقوم مقامه بعده فسأل ربه الولد لذلك.
* * *
فإن قيل: كيف قال، تعالى: (يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) والنبى لا يورث لقوله ﵊: نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة؟
قلنا: المراد بقوله: "يرثنى " أي يرثنى العلم والنبوة، ويرث من آل يعقوب الملك، وقيل: الأخلاق، فأجابه الله تعالى إلى ولى وراثة العلم والنبوة والأخلاق دون الملك، وألمراد بقوله ﷺ:
"لا نورث" المال، ويؤيده قوله: "ما تركناه صدقة " ويعقوب هنا أبو يوسف، وقيل: بل هو أخو زكريا، وقيل: لا بل هو أخو عمران الذي هو أبو مريم.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) فعدى الفعل في الأول بنفسه، وفى الثانى بحرف الجر وهو واحد؟
قلنا: يقال ورثه وورث منه، فجمع بين اللغتين وقيل: (من) هنا للتبعيض لا للتعدية، لأن آل يعقوب لم يكونوا كلهم أنبياء ولا علماء.
* * *
فإن قيل: كيف طلب الولد بقوله (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا)

1 / 310